السبت 21 ديسمبر 2024

رواية شيقه

أدمنت قسوتك ل ساره على

انت في الصفحة 1 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول 
كانت مايا تقف في احد اركان غرفة المحقق تتابع سير التحقيق وهي تبكي بصمت ...
بينما انظار كريم لا تنفك ان تتركها ابدا ...
لم يستطع ان يبعد انظاره عنها ....
لقد جذبه جمالها المبهر بشكل غير طبيعي ...
هو بطبيعته يعرف العديد من الفتيات ...
وجميعهن جميلات للغاية ...
لكن جمال هذه الفتاة مختلف ...

جمال لم ير مثله من قبل ...
تعالي هنا ...
اشار لها كريم ان تقترب منه فتقدمت ناحيته وصدرها يعلو ويهبط بشدة بسبب شهقاتها المتتالية ...
من امتى وانتي بتشتغلي معاهم ..! 
ازدادت شهقاتها ارتفاعا فنهرها بضيق 
بطلي عياط بقى واتكلمي ...
اجابته اخيرا من بين شهقاتها 
انا والله مكنتش عاوزة اروح الشقة ...بس هو اللي اجبرني ...انا والله مش كدة ... 
منحها ابتسامة ساخرة قبل ان يهتف بأسف مصطنع 
خلاص انا مصدقك ... بس اهدي الاول ... 
ثم طلب من ابراهيم ان يأخذ بقية الفتيات معه ويذهب بهن الى المكان المخصص لحجز السجينات ويترك مايا معه ...
جلست مايا على الكرسي المقابل له وهي تبكي بشهقات متتالية ...
اعطاها كريم كوبا من الماء فأخذته منه وتناولته بينما اخذ كريم يتأملها بإعجاب واضح ...
تحدث كريم اخيرا بنبرة رقيقة
ها بقيتي احسن ....!
اومأت برأسها بصمت ليبتسم هو بخفة قبل ان يسألها بجدية 
احكيلي بقى ... ايه اللي جابك هنا ...! 
مسحت مايا دموعها بأطراف أناملها ثم بدأت تقص عليه كل شيء ... كيف جاء بها القدر الى تلك الشقة ....
كان كريم يستمع اليها بملامح هادئة ويتصنع الحزن و الاسف حينما تتحدث مايا عن معاناتها وما تعرضت له من عڈاب واسى ...
انتهت مايا من سرد كل شيء على مسامعه ليتنهد بصوت مسموع قبل ان يهتف بصوت رخيم قوي 
متقلقيش يا مايا ...انا هساعدك انك تخرجي من هنا ...
بجد ..!
قالتها مايا بنبرة مندهشة ليومأ كريم برأسه ويهتف بها بجدية مؤكدا على ما قاله 
بجد ... 
انا بشكرك اووي ....مش عارفة اقولك ايه بجد ...
قالتها مايا بنبرة رقيقة ليبتسم كريم لها بخبث

قبل ان يهتف بعد لحظات قليلة من الصمت 
بس كل شيء وليه مقابل ....!
اعادت مايا خصلة من شعرها خلف اذنها ثم سألته بتوجس 
مقابل ايه ...!
نهض المكان واخذ يسير امامها وهو يقول بنبرة مقصودة 
مقابل ايه يا كريم ...! مقابل ايه ...! 
بينما تتبعه هي بنظراتها القلقة ليقول بنبرة قاطعة 
عايزك .... 
حاولت مايا ان تستوعب كلماته فسألته بعدم فهم 
مش فاهمه ...عايزني يعني ايه...! 
اقترب كريم منها وانحنى امامها ماسكا خصلة من شعرها بإصبعه ثم هتف ببرود 
متستعبطيش عليا يا مايا ... انتي فاهمه كلامي كويس ... عايزك ليا ... بأي شكل ... وتمن ده اني هخرجك من هنا زي الشعرة من العجينة...
قفزت مايا من فوق الكرسي وقالت بنبرة باكية 
انا مش كدة ... والله مش كدة ...انا حكيتلك ظروفي ... 
صړخ بها بنفاذ صبر 
بلاش تعيدي وتزيدي بنفس الكلام ....
ثم رقت نبرته كثيرا
انا عارف وفاهم ده كويس .... وبحاول اساعدك...
اقترب منها وحاوطها بذراعيه وقال 
بصي يا مايا ... انتي لو موافقتيش على 
ارجوك متعملش فيا كده ...ارجوك ...
هش ...متعيطيش ...
قالها وهو يحرك أنامله فوق وجهها الرطب ليرتجف جسدها كليا فيصل بأنامله فوق شفتيها المنتفختين...
هو يريدها وسوف ينالها بأي شكل ....
ابتعد عنها فجأة وسألها بحسم 
ها قررتي ايه ...! 
لتهز رأسها نفيا عدة مرات وهي تجيب 
مش هقدر .... والله مهقدر ....
ابراهيم ...
صړخ بها كريم ليدلف ابراهيم بسرعة فصاح به 
خدها جمب اخواتها .... وخليهم يتوصوا بيها ...
جلس كريم على مكتبه وهو يفكر بأمر مايا ... الان بالتأكيد هي تعيش اسوء ايام حياتها ... كيف لا وقد اودعها في احد السجون وأوصى النساء هناك ان يستوصوا بها ... بالتأكيد سيلقنوها درسا لن تنساه طالما حييت ...
مرت عدة ساعات طلب كريم بعدها من ابراهيم ان يجلب مايا ...
فتحت الباب ودلفت مايا الى الداخل ...كان منظرها لا يوصف ...

رفع قدميه واضعا اياهما على مكتبه بينما اخرج من جيبه علبة سجائره ليضع سيجارته ويشعلها داخل فمه ...
نفث دخان سيجارته في الهواء حوله بينما اخذ يتأملها بعينين ناعستين وهي تقف أمامه كطير مذبوح لا تستطيع قول اي شيء ...
نهض من فوق كرسيه فجأة وأطفأ سيجارته داخل مطفاة السچائر ... تقدم نحوها واخذ يدور حولها 
عرفتي إنوا ملكيش حد غيري ... انا الوحيد اللي أقدر أنقذك من الوحل ده ... 
اهتزت حدقتيها پألم واضح وهي تجيبه بإستسلام 
عرفت ... 
ثم أردفت متسائلة بملامح متشجنة وصوت مخټنق 
عايز ايه وانا هنفذهولك ...! 
رد بإستخفاف 
تفتكري هعوز ايه من واحدة زيك ....! 
ابتلعت ريقها وقالت 
مش عارفة .... 
رفع ذقنها بأنامله واخذ يتأمل وجهها المليء بالكدمات بسخرية قبل ان يقول 
اقولك ... انا عايزك ... فاهمة يعني ايه عايزك .... ولا دي بردوا محتاجة شرح ...! 
هزت رأسها عدة مرات بينما تقصلت ملامح وجهها لا اراديا واخذ الدموع تهطل من عينيها لتقول بنبرة جزعة 
بس انا مش كده ... والله مش كده ... 
صړخ بها بنفاذ صبر 
انتي هتستعبطي ... هو انا جايبك من جنينة الحيوانات ... 
موافقة...
هتفت بها اخيرا ليبتسم بإنتصار قبل ان يقول لها بوداعة 
برافو عليكي ...تعالي اقعدي هنا ...
أجلسها على الكرسي وجلس على الكرسي المقابل له ثم قدم لها الماء فرفضته ....
وضع كوب الماء امامها وقال 
اسمعيني يا مايا ... انا هخرجك من هنا ... مش بس كده ... هعيشك عيشة ملوك ... هصرف عليكي ....واقدملك كل اللي بتحلمي بيه ....كل ده بمقابل بسيط .
بللت مايا شفتيها بلسانها ثم اومأت برأسها دون رد ليكمل كريم بجدية 
كده احنا متفقين .... هتعملي كل اللي اطلبه منك وتنفذيه بالحرف الواحد ... عشان تخرجي من هنا ... وأي تصرف حقېر منك صدقيني مش هرحمك
لم تعطه مايا اي ردة فعل فنهض كريم من مكانه واجرى اتصالاته ...
اما مايا فأخذت تفكر فيما يحدث معها وكيف ستتصرف وتنفذ نفسها من هذا الشيطان ...
يتبع
الفصل الثاني 
خرجت مايا من مركز الشرطة بعدما تم الإفراج عنها ... لقد استخدم كريم طريقته الخاصة التي ساعدتها في تبرئتها ... فقد اتفق معها على ان يخبر الجميع بأنها كانت مساعدة له في تلك القضية ... حيث أرسلها هو بنفسه لتعمل في ذلك المكان حتى تجلب له معلومات عن المكان والفتيات اللاتي يعملن به ... وبإتصالاته مع من حوله استطاع تبرئتها والافراج عنها ....
وقفت مايا امام باب المركز وأخذت تستنشق الهواء حولها بقوة ... من كان يصدق ان يحدث هذا معها 
لقد كان بينها وبين السچن لعدة اعوام شيء لا يذكر .... ... والله وحده يعلم ما كان سيحدث بها وبعائلتها لو ثبتت التهمة عليها بالفعل ...
تنهدت پألم وهي تتذكر المقابل الذي ستدفعه في سبيل تبرئتها ... ويبقى السؤال الاهم ... .! تأملت المكان حولها قبل ان تتذكر حديثه معها 
انتي هتفضلي تحت عيني طول الوقت ...اي تصرف حقېر منك ... هيكون مقابله رد قوي منه ... هعمل فيكي وفأهلك اللي عمره ميخطر على بالك .... انا انقذتك من السچن والعاړ ... وانتي هتديني المقابل ...deal ...
اعتصرت قبضة يدها بقوة وقد بدأت الافكار المأساوية تتسرب اليها ...
سارت بخطوات يائسة خارج المكان عائدة الى منزلها ....
وهناك ما ان وصلت حتى وجدت والدتها واختها تتناولان طعام العشاء ...
وقد تفاجئتا بوجودها فقد سبق وأخبرتهما أنها ستتأخر لعدة ايام في العمل ...
ذلك العمل الذي ظنته عملا شريفا سيجلب اللقمة الحلال اليها لتكتشف فيما بعد حقيقته ...
القت التحية عليهما بإقتضاب ولم تجب على تساؤلاتهما وهي تدلف الى غرفتها وتغلق الباب جيدا ...
جلست على سريرها بوهن لتهطل الدموع الغزيرة من عينيها ... بكت حتى اكتفت من البكاء... ثم مسحت دموعها برقة ونهضت من مكانها تتأمل وجهها في المرأة ... هي لا تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل ..!
ولا تعرف كيف ستتصرف ....! هي حتى لا تستطيع ان تحكي ما حدث لأي شخص ... فمن سيسمعها 
والدتها المړيضة بالقلب ...! أم اختها التي تصغرها بعدة اعوام ....! أم سعد ...! 
هطلت دموعها مرة اخرى وهي تتذكر سعد حبيبها ... ذلك الشاب الذي تجمعها علاقة حب طويلة به منذ ان كانا مراهقين ... 
هل ستتخلى عنه هو الاخر
وكأنه شعر بها وبألمها فإتصل بها على هاتفها الذي تركته مسبقا في المنزل ... تطلعت الى اسمه الذي يضيء الشاشة بنظرات باكية قبل ان تضغط على زر الاجابة وتقول بنبرة متشنجة 
نعم يا سعد ...
كنتي فين يا مايا ...! قلقتيني عليكي ...
كان

الخۏف واضحا في صوته فأجابته بإقتضاب لم ينتبه له 
منا قايلالك اني لقيت شغل جديد وهتأخر فيه ....
وحشتيني ....
تقلصت ملامحها پألم وهطلت دموعها بشهقات متتالية لاحظها هو فهتف بسرعة 
مايا انتي بټعيطي ...! 
مسحت دموعها پعنف ثم قالت بسرعة ونفي 
لا .... صوتي تعبان شوية ...
لم يصدقها بتاتا لكنه لم يضغط عليها فقال بجدية 
طيب هسيبك ترتاحي شوية ...
سعد ...
نعم ... 
انا بحبك ...
السعادة الجلية في صوته وصلتها على الفور وهي تسمعه يقول بحب خالص 
وانا بمۏت فيكي يا مايا ....
اغلقت الهاتف في وجهه ثم هوت بجسدها على سريرها ډافنة وجهها الباكي في مخدتها علها تخرس شهقاتها الباكية....
في صباح اليوم التالي...
في فيلا راقية ...
تقدم كريم من مائدة الطعام التي يجلس عليها والده ووالدته و أخوه الاصغر ...
القى التحية وجلس في المكان المخصص له لتهتف والدته به بإنزعاج
بقالك يومين بايت برة البيت يا كريم .... مش طريقة دي ... 
حاول كريم امتصاص ڠضبها فقال بنبرة مرحة 
جرى ايه يا موني ....! منا قلتلك اني هبات فالشقة مع صحابي نتسلى شوية مع بعض ...
تحدث والده بنبرة مؤنبة 
سيبي الواد يعيش حياته يا حبيبتي ... متضغطيش عليه ...
تحدث الاخ الاصغر قائلا بسخرية 
مهو عايش حياته بالطول والعرض يا حاج ...
رمقه كريم بنظرات حادة قبل ان يهتف ببرود 
خليك فحالك يا حسام ...
ثم الټفت نحو والده قائلا 
انت الوحيد اللي ناصفني في البيت ده يا حاج ....
قاطعته والده قائلة بنبرة جادة 
كريم ... انت معزوم بكره على العشا فبيت عزمي بيه ... 
ابتلع كريم لقمته ثم قال بنبرة متضايقة 
مينفعش المعاد يتأجل ليوم تاني ...
لا مينفعش ... 
قالتها الأم بحزم ليومأ كريم برأسه وينهض من مكانه قائلا بنبرة مقتضبة 
تمام ... 
ثم تحرك خارج المكان ليشير الاب الى زوجته قائلا 
ضروري يعني تروحوا لبيت عزمي بيه ....!
اجابته الام بتأكيد 
طبعا ... عشان يشوف كارما بنته ... انت عارف اني عايزة اخطبها ليه من زمان ....
ومين قال انوا هيقبل ....!
سألها حسام بجدية لترد بإصرار عجيب 
هيقبل ... انتوا اخرجوا من الموضوع بس وانا هخليه يقبل ...
تطلع حسام اليها بنظرات غير مقتنعة الا انه لم يشأ ان يتدخل في هذا الموضوع ....
ما ان خرج كريم من فيلا عائلته حتى اخرج الهاتف من جيبه

انت في الصفحة 1 من 14 صفحات