نبضات تائهه وتين ج٢ للملكه ياسمين الهجرسى

المؤشر اللى فى إيده اتحرك وصدر إنذار على الشاشه اللى جنبه وانتبهته فى الحال ربنا يطمن قلبك عليه ياحبيبتى 
تركتها وحولت نظرها ل كريمه وهتفت باستفسار 
آه صحيح هي فين صبا وظلت تنظر حولها تبحث عنها 
هتفت كريمه بتعب 
في الغرفه فوق من لحظه إللي حصل وهي تعبانه ورافضه الأكل أو الشرب أو حتى انها تقوم من السرير 
ابتسمت شغف بحنان هاتفه 
أنا هطلع لها وأول ما تعرف إنه فاق أنا متاكده إنها هتخف وهتقوم كمان وهي إللي هتهتم بيه 
انحنت أبرار ساجده لله تبكي وتحمد ربها وتدعو بقلب خاشع وصوت متضرع أن يتمم شفاء ابنها علي خير  
أنحني أحمد يقبل رأسها وانهمرت دموعه سحبها إلي أحضانه واختلطت دموعهم فرحا لنجاة ابنهما 
اقتربت كريمه من أبرار هاتفه 
حمد لله على سلامته يا ابرار عقبال يا حبيبتي يا رب ما تفرحي بيه وربنا يحفظهولك وينجيه لكى وينجلنا الحج من محمد 
ابتعدت أبرار عن أحضان احمد وهي تقترب من كريمه ترتمي في أحضانها هاتفه 
سامحيني يا كريمه على كل إللي
صدر مني بس أنتي أم زيي وعارفه ۏجع القلب إللي كنت حاسه بيه 
ابتسمت لها كريمه بحب هاتفه 
عمرى ما هزعل منك أنا إللي مفروض اعتذر منك 
اقتربت شغف منهن هاتفه بمرح 
محدش يعتذر من حد كلنا اخوات ودا قدر  
وامسكت يدي أبرار هاتفه 
يالا يا ام راكان و اصطحبتها الى غرفه الرعايه واردفت لها 
انتي هتدخلي تشوفي يعقوب دلوقتي بس عشان خاطرى يا ابرار حاولي ما تتعبيهوش في الكلام هو هيبقى سامعك وحاسس بيكى ياريت تحفزيه بكلامك الحلو عشان تديله طاقه يقاوم ويرجع لينا بسرعه واطلعي على طول وياستى ابقى كل شويه تدخلي تطمني عليه 
أومات لها هاتفه 
حاضر بس سيبيني اشبع منه وانا مش هتعبه وعد وعد والله عد وعد
ونظرت إلى أحمد هاتفه 
لو سمحت اتصل علي راكان وبلغه يخلصوا صلاه ويطلعوا على طول 
رد عليها احمد قائلا 
انا بعت لهم على جروب العيله
ادخلي أنتي أطمني علي يعقوب عشان أنا ادخل بعديكي 
هزت له رأسها بالموافقة ودلفت إلي غرفه العناية تقتربت منه بخطى ثقيله داعيه ربها ان يحفظه لها 
ابتسمت لها شغف هسيبك معاه واروح أجيبله صبا عشان هو أكيد محتاجلها 
هزت أبرار رأسها والدموع تنهمر منها وهي تنظر الى ابنها تحتضنه بعيونها 
انسحبت شغف وتركتها مع ابنها تشبع منه بعد كل هذا القلق والفتره الماضيه 
اقتربت شغف من كريمه هاتفه 
يلا بينا نطلع ل صبا 
اومأت لها كريمه وذهبوا الى غرفه صبا
وجدوها تمسك هاتفها تقلب بين صوره تشاهد صور يعقوب وتبكي بحسره وحزن 
جلست بجوارها شغف وامامها والدتها
هتفت شغف والبسمه تزين وجهها 
ازيك يا صبا عامله ايه!
بابتسامه باهته اومأت لها صبا تهز رأسها يمينا يسارا هاتفه بأسى 
أنا مش كويسه خالص يا طنط وارتمت في احضانها تبكي 
رتبت شغفعلى ظهرها بحنان واردفت 
عارفه وحاسه بيكي 
عارفه لما عمو قاسم انصاب وكان هو في دوله وانا في دوله انا كنت حاسه ان قلبي هيقف 
حسيت ساعتها انها خلاص نهاية الكون ونهايتي لو حصل له حاجه بس فضلت جنبه لحد ما خف وفاق ولقاني جنبه وما
لقاش حد يتسند عليه غيرى 
لازم تشد حيلك وتقوي عشان خاطره وخاطر نفسك عشان ما تنهيش اللى بينكم ولا ټندمي في يوم من الايام انك ما وقفتيش جانبه 
سحبت كريمه يدها تملس على رأسها بحنان هاتفه
طول عمرك جدعه و قويه وبتسدي في أي موقف بتتحطى فيه 
واللي ما تعرفيهوش ان يعقوب فاق وطلبك بالاسم 
ابتعدت عن أحضان شغف كمن لدغتها عقربه  
واستقامت واقفه من على الفراش تنط وتقفز كالاطفال فرحه بخبر شفائه 
ثم قفزت تبحث عن ملابسها حتى تستبدلها وتهبط الى حبيب القلب
ظلت كريمهوشغف يضحكون عليها وعلى تصرفتها الطفوليه 
استبدلت ملابسها وأمسكت كف يدهم وهبطت معهم تتهادى فى خطواتها وسعادتها تملئ الكون ومن عليه  
توقعاتكم للقادم الأحداث هتبدأ تاخد شكل تانى 
وتين ج١
نبضات تائهه٢
ياسمين الهجرسي
الحلقة الرابعة عشر 
الحلقه الرابعة عشر
نبضات تائهه ج
وتين ج
ياسمين الهجرسى 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
مهما إمتد عمر المودة فلن تستطيع تقييمها إن لم تعبر ظروفا حرجة مع الطرف الآخر وحدها المواقف الصعبة هي التي تكشف معادن الناس 
فالمواقف تكشف من معك بكل الظروف وليس علي حسب الظروف  
لذا بين حين وآخر أعد ترتيب من حولك ليس حسب حروف الهجاء وإنما حسب ظروف الوفاء
اشتد عليه ألم الخذلان وهو يتطلع الى والدته نظراتها تنخر بداخله بلا رحمه يتهرب من عينيها تاره ويطأطأ رأسه تاره 
يجاهد نفسه ويحثها على الثبات ضاقت به الارض ومن عليها يريد ان يهرب بعيدا عن الجميع 
هرول خلسه متحاشيا النظر لهم ودون لفت انتباهم إليه ذهب وتركهم لأحاديثهم يريد ان ينفرد بنفسه ويناجى ربه لعل فؤاده يستريح من تكالب المحڼ عليه 
دلف الى الغرفه التى تقطنها ابنته صبا لينزوى بنفسه فى احد الأركان محتضن وجهه بين كفيه ويجهش بالبكاء أخذت شهقاته تتعالى فقد نفذت قدرته على التحمل لم يتمالك نفسه اكثر من ذلك امامهم 
كان يريد لحظه يختلى بها مع حاله هو فى أمس الحاجه لمن يهمس له ويهدئ من روعة ما يختلج فى صدره من مشاعر تذبح روحه بلا رحمه 
بعد قليل تنفس باسترخاء وكأنه انتبه الآن لمصدر السکينه الذى يبحث عنه 
استقام وخطى باتجاه حمام الغرفه وتوضأ بعد قليل خرج ووقف بإتجاه القبله رفع يديه ينوى صلاة ركعتين طلب حاجه يقف بين يدى ربه يناجيه بقلب خاشع أن يخفف عنه حمل ما يختلج صدره من أسى على حاله وحال ما وصل إليه ابيه من غرارة أفعاله 
كان جلال يصلي في غرفة صبا بينما كريمة اعتلى القلق قلبها سألت عليه المحيطين بها لم تجد أحد يعلم عنه شئ لتدب الهواجس بداخلها خوفا عليه من إصابته بمكروه 
ظلت تبحث وتفتش عنه بقلق الى ان هداها حدسها ان تسأل عنه إحدى طقم التمريض التى بدورها اخبرتها انها رأته يدلف داخل غرفة الدكتوره صبا 
تركتها وهرولت مسرعه له لكى تطمئن عليه من هول الأفكار التى استحوذت على عقلها فى الدقائق المنصرمه والتى أهلكت ما بين جنباتها 
دلفت وجدته يصلي أخذت نفس براحة وجلست تنتظره حتي ينتهي من صلاته 
كان جلال يبكي وهو يدعو الله بقلب خاشع متضرع 
كانت كلماته تهز قلبها وتمزق روحها 
هتف يناجى ربه متوسلا 
يا الهي انت الاقرب الى عبدك من حبل الوريد انت تعرف ما في قلبي والشاهد عليه انت من يدخل بين العبد وقلبه 
نجي أبي مما هو فيه اللهم انت أعلم أن هذا الحمل ثقيل علي ولا استطيع العيش بذنب ابي اللهم اشفيه شفاء لا يغادر سقما 
اكمل صلاته حتى انتهى منها وحين استقام وجد كريمه تجلس تبكي على حاله 
نظر لها نظرة انكسار وحاد بنظره بعيدا عنها 
اقتربت منه وأمسكت يده وسحبته الى الفراش وهي تمرر يدها على لحيته تجفف دموعه بحنان هاتفه 
مالك بس يا جلال ايه اللي جرى ليك وايه اللي عملته خلي عمي تعب بالشكل ده 
ابتلع ريقه وهو يتشبث في كف يدها كالطفل
الذي يستنجد بوالدته قائلا 
هحكيلك عشان انتى الوحيده اللى هقدر أتعرى قدامها من غير ما أخجل منها 
بس وحياتك عندى انا مكنتش اقصد حاجه وحشه غير أنى أفرح فهيمه أنا عارف هى كانت بتحب أبو ورده أد ايه ولا كان قصدى انى اتعدى حدودى مع ابويا أو اقلل منه 
صمت يبتلع ريقه واسترسل مكملا يوضح كلامه قائلا 
انا لما وافقت ان فهيمه تتجوز وترجع لطليقها وكنت أنا وكيلها بدل الحاج 
لأن كان في الوقت دا مقطعني وكان قاعد معاكي أنتي والبنات في القاهرة 
وفي الوقت دا مكنتش أعرف أن القانون أتعدل 
وكتبنا الكتاب بالتوكيل العام الرسمي اللي معايا 
والمأذون وإمام المسجد كانوا منتظرين الحاج في السرايا بعد ما مشينا من المستشفى 
وحكوا له اللي حصل وان العقد باطل وان فهيمه بكده ما تبقاش زوجة لطليقها من جديد 
وطبعا أبويا مستحملش أني صغرته و وقع يا كريمه وأمي انحسرت عليه 
ابتلع غصه بحلقه وأكمل معريا نفسه أمامها مردفا 
وضربتنى بالقلم 
ليجهش بالبكاء وصوته يختنق بالشهقات 
أول مره الحجه تمد أيديها عليا مهما كنت أعمل كانت هى اللى بتدافع عنى 
المره دى أنا زودتها عليها الموقف كان صعب ياكريمه أنا وأبويا فى كفه واحده 
أنا خذلته للمره اللى مش عارف عددها كسرت هيبته اللى طول عمرى عايش بتباهه بيها وسط الخلق 
بس أقسم بالله ما كنت أعرف أن ده كله كان هيحصل أنا نيتى كانت خير ياكريمه 
بح صوته واختنق تنفسه وعينيه تسيل منها الدموع تحفر أسى ما جنته يداه 
كانت كريمه تسمعه وقلبها ېنزف عليه ودموعها تنهمر بشده ټحرق وجنتيها علي زوجها وحبيب عمرها
سحبته لأحضانها بعدما وجدته يبكي دموعه ټضرب صدرها بلا رأفه هذا العنيد المتكبر يخر بين يديها ينتحب كالاطفال 
ما أقساه من شعور يمزقنى ويشطر ما بداخلى لشظايا حارقه تضاف لقائمة الحرائق المشتعله بروحى التى لطالما أشعلها فى ثنايا قلبى 
استنشقت أكبر قدر من الهواء وزفرته تهدء من حالتها وبسطت يدها وسحبته في احضانها تربت علي ظهره بحنان هاتفه 
إن شاء الله عمي هيبقي كويس وهيسمحك ومرات عمي أنت نور عنيها أهدى وإن شاء الله كل حاجة هتبقي تمام 
ضمھا بقوه يريد أن يدخلها بين اضلعه قائلا 
خليكي جانبي ما تبعديش عني 
خرجت من أحضانه وهي تحتضن وجهه وتتطلع له بحنان قائله 
أنا جانبك ومعاك وربنا يخلينا لبعض يا رب 
قبض علي كفها وطبع 
ربنا ميحرمنيش منك ويقدرنى أنى أنسيكى كل الۏحش اللى عيشتيه معايا يا أصيله يابنت الأصول أنا مش هنسى وقفتك جانبى رغم أنى عارف إن قلبك لسه شايل منى بس حنية قلبك غالبه على الأسى والخذلان اللى شفتيه منى 
استقامت واقفه وأوقفته مغيره مجرى الكلام لا تريد الخوض فى تفاصيل أخرى يكفى ما يمر به 
هتفت قائله بمرح 
يلا عشان أنا كنت بدور عليك كنت ناقص آلف عليك بميكرفون ومنادى وأقول جلال تايه ياولاد الحلال 
كنت جايه أطمنك على صبا بقت كويسة وراحت عشان تطمن علي يعقوب بعد ما شغف طمنتها أن مؤشراته الحيويه بدءت تستجيب للمؤثرات الخارجيه 
ابتسم جلال مجيبا 
أنا كنت جاي أطمن عليها لقيتك انتي وشغف عندها نزلت شربت قهوه وشفتكم وانتم نازلين معها 
الحمد لله انها بقت بخير عقبال يعقوب والحاج محمد
ابتسمت بحب هاتفه 
اللهم آمين 
أخذها بين ذراعيه وخطى يقبض على الباب
هاتفا 
يلا بينا عشان ننزل نطمن عليهم تحت 
تأبطت فى يديه