الأحد 24 نوفمبر 2024

غاليتي موسی ج ۲ لفريدة الحلواني

انت في الصفحة 20 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

الظاهر ...رغما عنا
اما في الباطن...كانت بطيب خاطر و بكامل ارادتنا
ساعتان مرو علي الثلاث فرسان داخل منزل الغاليه و الذي برغم بساطته الا ان به راحه و دفيء لم يجدوه في مساكنهم الفاخره
اتاخذ طه من خوف منه بعدما علمت هويته زريعه كي يتسلي قليلا حينما راها من وقتا لاخر تنظر له بوجل
و حسن يفهم اخيه فينظر له و يقول بمغزي يا واش يا واش يا شيخ طه ...احنا مش قدك
فيرد الشيخ بمواربه لم يفهما غيرهم شكلك فاهم يا نصه بس هنعمل ديل يا اما هخلي اللواء يكدرك
و تنطلق الضحكات التي تخرج من القلب و يقطعها اتصال اللواء ب طه
ضړب علي جبهته و قال بفزع ايووووه ...نسيت اطمنهم فالبيت...نظر للجميع ثم قال مش عايز صوت
اعقب قوله بالرد علي ابيه الذي قال پغضب عملت ايه...لقيت البيه و لا لسه
ابتسم طه بمكر ثم مثل الحزن و قال لقيته ...تعبان
محمد لقيته فين ..و تعبان ازاي ااانطق
طه كان مع ابو ذياد الفجر و ضغطه وطي فجأه ...اخده عند دكتور صاحبنا ...ظبطهولو بس مكنش قادر يتحرك....نام هناك
محمد بشك و الزفت ده متصلش بينا ليه...و قدرت توصله ازاي
طه تليفوناتهم كانت فاصله شحن ...و طبعا مش حافظ ارقامنا....
محبش يسيبو و ينزل يشتري شحن...بس اول ما فاق و اطمن عليه بعت البواب اشتري واحد و اتصل بيا ...و انا حاليا عنده انا و فادي
نظرت غاليه و منه له بزهول من اتقان كذبته اما حسن ارسل له قبله في الهواء تعبيرا عن امتنانه لما فعل
انتهي اليوم الرائع بحق و جاء وقت الرحيل
وقف حسن قبالتها بعدما انسحب باقي الرجال و معهم منه و سيلا
نظر لها بامتنان و قال شكرا يا غاليه...انا عمري ما هنسي الي عملتيه معايا....و لا هنسي اليوم ده
ابتسمت بهدوء ثم قالت مفيش داعي للشكر...انا معملتش حاجه
تنهد بحيره ثم حسم امره و قال ايه رايك نعمل هدنه
نظرت له بعدم فهم فاكمل هدنه ...انتي تبطلي عناد و مقاوحه
اكملت عنه بغيظ مازح و انت تبطل تحكم و غرور ...و لسان طويل
ضحك بخفه و قال بعد ان مد يده ليصافحها اتفقنا
وضعت يدها المرتعشه داخل كفه كي تؤكد علي الاتفاق
و لكن هذا المتبجح لا يستطع ان يفوت لحظه دون ان يضع بصمته الوقحه
ضغط علي كفها برفق ثم مال عليها مقبلا وجنتها بحنان يشوبه التملك ....و فقط ...تركها دون ان يهتم لصډمتها و تحرك للخارج و علي وجهه اجمل ابتسامه يمكنك ان تراها يوما
اما عائلته ....فقد جلس الشباب مع اسيا التي تبكي في حضڼ جدتها خوفا علي ابيها ....و ذبيده التي يتاكلها القلق خوفا علي ولدها تنظر لتلك البارده بغيظ ثم تتطلع الي زوجها پغضب و اتهام صريح ان ما حدث لولدها ...هو السبب فيه
معاذ اهدي يا اسيا ...عمو طه طمن جدو عليه

و زمانهم جايين
اسيا پبكاء مرير انا عايزه بابي ...مش هطمن غير لما يكون قدامي
نورهان بغل خلاص يا بنت ...كل ده عشان غاب يوم....امال معملتيش كده ليه عشاني و انا بقالي كام شهر بعيد عنكم ...حتي مفكرتيش تيجي تذوريني
رد عنها يس مدافعا عشان انتي السبب مثلا في كل الي حصل...او عشان عمو منعها من ده
رد جده عليه وووولد....عيب ...انتو ازاي بقيتو بالوقاحه دي ...مبقاش في كبير تعملو حسابه و لا تحترموه
تفاجأو بدخول رانيا عليهم ...تحمل معها حقيبه سفر متوسطه الحجم
رغم استغرابهم الا انهم رحبو بها علي مضص
و بعد ان جلست مثلت الحزن و هي تقول سوري يا جماعه ان جيت من غير ميعاد
بكت و هي تكمل انا سبت البيت لمامي و ملقتش مكان اروح فيه غير هنا
نظرت لمحمد و اكملت ممكن يا عمو اقعد عندك كام يوم لحد ما اعرف هعمل ايه
نظرت لها ذبيده بشك بينما رد عليها هو بترحاب البيت بيتك يا بنتي
نورهان بخبث اكيد بسبب العريس الي متقدملك...
نظرت لمحمد و اكملت بمغزي اصل في رجل اعمال متقدملها و هيتجنن عليها ...بس هي رافضه و مش عايزه تقول السبب
ذبيده بنزق انا من راي تقعدي معاه يمكن ترتاحيلو مينفعش ترفضي و خلاص
رانيا بمغزي مش قادره يا طنط ...قلوبنا مش بادينا
و علي جانب اخر يوجد به من هو اكثر خبثا و دهاء
كان سعد يجلس مع الضابط الذي يعمل معه منذ شهور
شهورا قضاها في صمت مريب كي يقنع حسن انه ابتعد عن طريق غاليه ...و لكن نفسه الخبيثه كانت تخطط لڤضح امره معها
بل تلفيق الاكاذيب و التهم الباطله اڼتقاما منهما
سأله الضابط باهتمام و الذي يدعي احمد المنوفي يعني كل الشغل الي بيتمسك ده و مسمع في الداخليه بسبب غاليه دي
سعد بخبث الله اعلم يا باشا ...بس من اول مره اشتغلت معاه فيها لحد دلوقت مفيش مأموريه وقعت منها....تحس انه بيتفق مع التجار عشان بس تظهر بطله و شغلها ميه ميه
احمد و ليه يعمل كده...عشان يرافقها مثلا ...مش محتاج ...النسوان بتستني اشاره منه
نظر له بشك ثم اكمل اوعي تكون طلقتها عشان كده
مثل سعد الحزن و هو يقول انا مقدرش اتكلم يا باشا...انا مش قد حسن الجيزاوي
اثار فضول الاخر فساله بأمر احكي يا سعد و سرك في بير
ابتسم بداخله ثم بدأ الحديث ممثلا القهر طلب مني واحده جديده عشان تطلع معاه ...و انا كنت محتاج فلوس عشان عمليه بنتي....قولت اخدها معايا مره و لا اتنين و خلصت
معداش كام يوم من بعدها وهو مشاغلها تليفونات و هي اتعوجت عليا
فالاخر لقيته عايز ينقلني لما مردتش جبهالي بالمتداري....
قالي تمام بس مش هتطلع مع مراتك شغل ...هي فالبيت مراتك انما هنا تبعي
روحت مش شايف قدامي يا بيه اتعاركت معاها و ضړبتها...جريت اتصلت بيه ...مكدبش خبر جالي البيت هو و رجالته ضړبني و بهدلني و خلاني اطلقها ڠصب عني
تأثر احمد بما سمعه ...و بما ان بداخله بعض الغيره من نجاحات حسن الذي لا يستطع احد اللحاق به في عمله
قرر ان يستغل هذا الحديث كي يشفي غليله منه
احمد طول عمره مفتري ...متزعلش يا سعد و احمد ربنا ان خلصك منها بدل ما كانت تخونك معاه...ماهي كده كده هترافقه يبقي و انت بعيد احسن
سعد زمايلي القدام اكلو وشي يا باشا ...الكلام الي بيوصلهولي بېحرق دمي...اقل حاجه سمعتها انهم شافوهم مع بعض فالمكتب
هز احمد راسه و ابتسامه خبيثه ظهرت علي وجهه تنم علي

ان ما ينتويه ...ليس بهين
مر اسبوعا علي ما حدث ...و برغم غيظ حسن من عوده زوجته التي ما زال يتجاهلها و رفض اي حديث معها ...الا ما عاشه في بيت غاليته و الذي اعقبه بعض المحادثات الهاتفيه التي لم تخلو من مناوشاتهم ...الا انه كان يشعر بسعاده لم يتذوق طعمها من قبل
و من بين تلك المحادثات التي تثير غيظه
كانت تراجع لابنتها الواجبات المدرسيه ...صدح هاتفها بنغمه مميزه علمت صاحبها في الحال و ابتسم ثغرها دون اراده
اتجهت نحو الغرفه ثم امسكت الهاتف و ضغط علي زر الرد فسمعته يقول بعنجهيه الكونتيسه غاليه مش معبره اهلي لييييه
غاليه بهدوء بذاكر للبنت
حسن بغيظ متخلنيش اشتم البت و ابوها
ضحكت بخفه ثم قالت ابوها انت حر ان شاءالله تولع فيه...انما بنتي لا
زفر حسن بحنق ثم قال مش اتفقنا نعمل هدنه...بتتعوجي عليا ليه
غاليه بتعقل مش عوجان و لا حاجه ...و انا فعلا ملتزمه بالهدنه الي اتفقنا عليها لما كنت هنا
و انا اهو...برد عليك بهدوء...و لما يكون في حاجه تخص الشغل بكلمك
جز علي اسنانه بغيظ ثم قال بوقاحه غوووري في داهيه ابو الي عايز يكلمك ...و فقط اغلق الهاتف في وجهها ثم القاه فوق المكتب و هو يتوعد لها قائلا و حيات امي لاربيكي يا غاليه
اما هي لم تغضب كالعاده...بل ضحكت بصخب ثم اخذت تغني بفرحه ياه ياه يا واد يا تقيل يا نغلبني
ياااااه دانا بالي طويل و انت ...انت عاجبني
بس يا ابني بلاش تتعبني علشان عمرك ما هتغلبني
و الباشا بعد ان اغلق الهاتف في وجهها رغم غيظه ظل يضحك كن قلبه علي ما يحدث بينهما
و اخيرا قرر ان ياخذ خطوه تجاهها ...و يتمني الا تثير غضبه
امر ابو ذياد ان يذهب لها كي يحضرها....و حينما سأله حضرتك بلغتها يا باشا
رد عليه بمكر لا ...اتصل انت بيها قبل ما تتحرك ...بس متتاخرش
حضرت الغاليه دون اعتراض و مثلت انها تصدق انه يريدها في عمل طارق
كانت تجلس امامه علي المقعد و ترد عليه بهدوء استفز اعصابه التي تثار بمجرد رؤيتها امامه
ظل ينظر لها و هو ېدخن بشراهه سېجاره تلو الاخري ليحاول التحكم في اعصابه
و الغاليه تجيد كيد النساء فمنذ ان ذهب اليها و باح بالقليل مما يكتمه داخله
علمت وقتها ان ذلك المتجبر ...بداخله طفلا صغير يحتاج فقط من يربت عليه بحنو
قررت وقتها ان تقلل عنادها معه ...قليلا فقط....و لكن ستعامله ببرود حتي تجبره عالانفجار
غاليه صحتك يا باشا دي خامس سېجاره في اقل من نص ساعه
نظر لها بغيظ و قال دانتي متابعه بقي و قاعده تعدي
ردت عليه ببرود اشعله لا مش الفكره
الطفايه كانت فاضيه و لما بصيت فيها بالصدفه لقيتهم خمسه
رفعت كتفها بلامبالاه ثم اكملت بس كده
طرق فوق المكتب بقوه افزعتها و هو ېصرخ قائلا اااانتي الي بس كده بقي ...الله يحرقك يا شيخه زي مانتي حړقاني
كادت ان تملأ الدنيا ضحكا علي هذا الطفل الاربعيني الغاضب و لكنها تمالكت حالها بشق الانفس
ثم قالت ممثله الڠضب لو سمحت يا ريس...احنا اتفقنا علي هدنه صح...انا ملتزمه بيها...لكن حضرتك ديما بتخترقها
نظر لها بعيون مشتعله و قال بداخله انا عايز احرقك انتي و الهدنه و صباعك الي عايز قطعه ده
نفض كل هذا من عقله و قال باستهزاء انتي ليه ديما بتحسسيني اننا قاعدين علي طاوله مفاوضات
فوقي ياماااا....
لو عايز اولعها حرب....أحرق الدنيا حواليكي
ابتسمت بكيد ثم قالت الحمد لله حواليه...نظرت داخل عينه و اكملت بثقه مش بيا
عض اصبعه

ليكتم صرخته التي اذا خرجت ستضيع هيبته امام الجميع
و غاليته لم تستطع كتمان ضحكتها الحلوه اكثر من ذلك بل اطلقت لها العنان
كي تنزل بردا و سلاما علي قلبه لتطفيء لهيب اشتياقه...و احتياجه اليها......
هدأت الضحكات ...و تلاقت الاعين و بداخلها اعتراف بعشقا يتوسل باطلاق سراحه
تلك المره لم يداري احدهما ما يملأ خلجات صدره....بل اجبرتهم القلوب علي رفع الرايه البيضاء
و كانت المبادره منه هو...فقد الجم عقله الرافض لهذا العشق الذي كان يقاومه ...و اعطي الفرصه لقلبه...كي يعيش...نعم قبلها كان مېت ...و الان...تنفس الحياه
تحرك من مجلسه ثم جلس امامها ...اسند مرفقيه علي ركبتيه و مال
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 51 صفحات