من الحلقه الاولى إلى العشرون
تمرد عاشقه للملكه ياسمين الهجرسى
--
في مكان آخر اعتزل الدنيا على ضفاف نهر النيل، يريد أن يُغرق همومه في مياهه العميقة، فقد كان يرى صورتها مرسومة على سطح المياه باحترافية، فنظر إلى السماء هروبا من صورتها ليطالعه البدر، يذكره بمعشوقته، استسلم لأحزانه التي كانت تذبحه پسكين باردة، كان قلبه ينقبض حزنا على ما فعله بمعشوقته. ظل يلوم نفسه ويحاسبها، كيف طاوعته يده على ضربها، تمنّى أن تُقطع يده على فعلتها، ويحدث نفسه ويناجيها
______________
(شقة أيمن)
كان يعد الطعام لزوجته، وصدح رنين هاتفه، ابتسم
-- إيه يا بُوص مش قادر على فراقي يوم الأجازة ؟
وقبل أن يكمل كلامه قطعه «عمير» بصوته الأجش الذي يسيطر عليه الڠضب
-- اسمعني كويس، هتاخد عُمَّال وتروح تصلح اللي انكسر في الجناح بتاعي، وعايز كل حاجة انكسرت تيجي زيها وبالألوان نفسها، وأنت بنفسك تيجي معاهم، وأنا هسبق على الفيلا وأغلق الهاتف دون انتظار رد من «أيمن».
اقتربت غادة» من زوجها الذي يرتسم على وجهه نظرات الضيق، وقالت:
-- فيه إيه يا «أيمن»؟ و «عمير» قالك إيه خلاك مصډوم كدة؟
رد عليها وهو يدخل إلى غرفة الحمام
-- مش عارف، جهزيلي لبس وجمعي حاجتي بسرعة.
ذهبت تحضر له طلبه وانتظرته حتى انتهى من اغتساله، ثم ارتدى ملابسه، وصفف شعره
-- أنا همشي اتغدي ونامي وأنا هرجع براحتي
سريعا هتفت
-- عشان خاطري اتغدى الأول، أنت من الصبح ما أكلتش أنا ھموت من الجوع، ومش هعرف أكل من غيرك وأنت جهزت الأكل على السفرة خمس دقايق وحياتي، ونظرت إليه بترجى
أمسكها من يدها وذهب بها إلى مائدة الطعام، وأجلسها:
-- اتفضلي. وبدأ في تناول الطعام معها على عجالة.
تحدثت «غادة»
-- هو فيه إيه مخليك مستعجل كدة؟
استقام وهو يجمع أشياءه، وقال:
-- مش عارف، بس شكله اټخانق مع «فيروز» كالعادة، بس المرة دي فقد أعصابه، وكسر الجناح بتاعه.
بكت وهي تقترب منه، وأمسكت يده:
-- طيب هو قالك «فيروز» كويسة هي والأولاد ؟ إيه اللي غيره كدة ؟ هو أه عصبي بس مش لدرجة التكسير، خدني معاك أطمن عليها هي أكيد محتاجاني.