الفصول من ١_____١٠
هويت رجل الصعيد ل نور زيزو
انت في الصفحة 1 من 18 صفحات
هويت_رجل_الصعيد
الفصل الأول 1
__ بعنوان عزاء __
كنت خاليا حتى أتيتك بهذا القلب
قد عاث فيه الغرام ودب الهوي به حتي أهلكه وطاف به الذنب حتي أغرقه فإذا أجابتنى سكون عاشقا وإذا رفضتنى سأتوب عن ذنبي وليشهدك الله أنى عاشقا رغم كل ذلاتك وصابنى الهوي
فى وضوح النهار بمحافظة نجع حمادى تحديدا بمنزل عائلة الصياد فى غرفة مغلقة من الخارج المفتاح بالطابق العلوي كانت عليا امرأة فى نهاية العشرينات تتحرك فى الغرفة ذهابا وإيابا بتردد وقلق حادقة بهذا الفستان الأبيض الموضوع أمامها على الجسد الصناعي وتمتم بنبرة خانقة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وقفت عهد أختها الصغرى ذات الواحد والعشرين عاما من فوق الفراق لتسير نحو أختها وهى تمسك يدها بلطف وتقول
أهدي يا عليا القلق دا مش هيحل حاجة ولا عصيبتك
مسحت عليا وجهها براحة يدها بأختناق شديد ثم قالت
أنا لازم أهرب
أنت أتجننتي يا عليا أنت عارفة اللى بتفكري فيه دا هنا فى الصعيد معناه أيه
صاحت عليا بإستياء شديد وهى تتحرك فى الغرفة بحيرة وضيق قائلة
لا أفضل قاعدة لغاية ما المأذون يوصل وأدبس فى جوازة بالإكراه
تأففت عهد بضيق عاجزة عن أيجاد حل فى تخليص أختها من هذا الزفاف الأجباري الذي فرض عليها بالإكراه ثم قالت بحيرة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
صمتت عليا بضيق مشتاطة غيظا من هذه المرأة التى تجبرها على الزواج من ابنها بالقوة والإكراه جلست على حافة الفراش جاهشة فى البكاء پقهرة وحسرة على حالتها منذ شهور فقدت زوجها وحبيبها والآن تجبر على الزواج من أخاه الأكبر بعد أنتهي عدتها بيوم واحد أقتربت عهد من أختها الكبري بشفقة وحزن على حالها لتضمها لها بين ذراعيها طالقة العنان لدموع عينيها فتمتمت عهد هامسة فى أذنيها
هتتحل يا عليا.. هحلها
قبل 5شهور
على الطريق السريع كان نادر يقود سيارته وبجواره تجلس عليا تتحدث بتذمر شديد قائلة
نظر نادر على طفله يونس ذات الثلاثة أعوام وهو نائم فى الخلف ثم تحدث بجدية قائلا
مكنتيش عاوزة تيجى عزاء جدي يا عليا
أجابته وهى عاقدة ذراعيها أمام صدرها وبوجه عابس قائلة
مش المقصد بس أنت عارف كويس أوى أن أهلك مش قابلين وجودى ولا بيحبونى يبقى ليه أروح عندهم
نظر نادر لها نظرة لؤم ثم قال وهو يعود بنظره إلى الطريق
هيحبوكي أزاى يا عليا وأنا أتجوزتك من وراهم وبدون علمهم دا غير أن عمرهم لا شوفوكي وحتى أبويا وأمى عمرهم ما شافوا حفيدهم هيحبوكي أزاى
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ربنا يستر من اللقاء دا
وصلت السيارة على الصعيد وتحديدا أمام بوابة حديدية كبيرة أمامها رجلين من الغفر ثم فتح الباب ودلفت السيارة ركض أحد الرجال إلى الداخل يخبر أهل المنزل بوصول نادر من القاهرة ترجل نادر من السيارة شاب فى نهاية العشرينات بجسد نحيف وطويل يرتدي بنطلون جينز وقميص أبيض اللون يليق ببشرته الحنطية وعينيه الواسعة بدون لحية ويرفع شعره الأسود القصير للأعلى ثم فتح الباب لزوجته عليا المرأة النحيفة جدا ربما بسبب أتباعها نظام غذائى محددا أو بسبب ممارستها لرقص الباليه وطويلة إلى حد ما مرتدية فستان أسود يصل لأسفل ركبتها وبكم ومغلق من الصدر حتى العنق بأزرار وشعرها البنية القصير يصل إلى حافة أكتافها مسدول على الجانبين تملك زوج من العيون البنية مثل شعرها وبشرة متوسطة البياض
نظرت للمنزل من الخارج وكان ضخم وكبير جدا لديه مسافة كبيرة إلى حد ما خضراء ما بين البوابة الخارجية والمنزل فتحت الباب الخلفي ليترجل طفلها الصغير ويمسك بيد أمه فى هذه اللحظة خرجت سيدة فى الخمسينات من عمرها ترتدي عباءة سوداء وتلف حجابها الأسود حول رأسها تقول
ولدى
عانقت نادر بحماس وحرارة بين ذراعيها لتدرك عليا بأنها سلمى والدة زوجها وحماتها التى لم تراها من قبل أبتعدت عنه وهى تقول
حمد الله على السلامة يا ولدى
قبل نادر يدها بحب وأحترام شديد وأثناء إنحناءه رمقت سلمى هذه الزوجة بعيني حادة ثم قالت
ولدك
نظر نادر إلى طفله الواقف بجوار زوجته وأومأ لها بنعم وهو يقول
تعالى يا عليا سلمي على أمى
أقتربت عليا ببسمة خاڤتة لتمد يدها إلى سلمى وتقول
أزيك يا طنط كنت أحب بنتقابل فى ظروف أحسن من كدة
لم تعقب سلمي على حديثها ولم تصافحها بل أنحنت لكى ترى حفيدها وتبتسم فى وجهه لتشتاط عليا ڠضبا من رد فعل سلمى وتجاهلها لتحمل طفلها على ذراعيها وكأنها تمنع سلمى من الحديث أو معانقة حفيدها تماما كما فعلت معها .
انتبه نادر لما فعلته زوجته فقال بضيق
أمال أبويا فين ونوح
نظرت له سلمى بهدوء وقالت بعد تنهيدة خاڤتة
نوح من طلعة النهار وهو برا بيجهز للعزاء وأبوك من ساعة الډفنة مشوفتوش
أومأ لها بنعم ثم استدار إلى زوجته وقال بجدية
أطلعي يا عليا أنت وأنا هروح لنوح
كاد أن يرحل لتمنعه عليا وهى تمسك ذراعه بقوة وتنظر له بضيق قائلة
أنت بتهزر هتسبنى لوحدي هنا
قبل ان يتحدث فعلت والدته عندما قالت
تعالى يا مرت ولدي مټخافيش مهنعضكيش
أربت نادر على يدها ثم غادر لتأخذها سلمي للداخل وتبدأ النساء فى التجمع حولها وأولهن كانت فاتن زوجة عم نادر تتطلع بها بذهول وتقول بسخرية
هى دى مرت ولدك يا سلفتي
تحدثت سلمي بنبرة قوية غليظة تقول
خليكي فى حالك يا سلفتي لا الوجت ولا المكان مناسب لوسوستك وبخ سمك
أخذتها سلمي إلى غرفة نادر ثم قالت بإختناق
يفضل متهمليش أوضتك واصل إحنا مناجصينش سخرية من الناس علينا
قالتها ثم اغلقت الباب وهى تتمتم قائلة
مبجاش غير الرجاصة اللى تدخل داري يا نادر
سمعت عليا حديثها لتتأفف بضيق شديد وهى تترك طفلها على الأرض ليركض بالأرجاء وهى تشتاط ڠضبا وتشعر بإشمئزاز من هذا المنزل وأهله أقتربت من النافذة لتنظر فى الأسفل وكان هناك حديقة خضراء وبها مكان مخصص للجلوس عبارة عن مظلة خشبية كبيرة وأسفلها طاولة وأريكة كبيرة على حرف L وفى الجهة الأخرى هناك طاولة وكرسي وحيد أسفل الشجرة ووسط تأملها سمعت صوت فتاة من الخلف تقول
دى الجاعدة الخاصة بنوح
استدارت عليا پذعر من تواجد شخص فى غرفتها بدون طلب اذن لترى فتاة فى الثلاثين من عمرها ترتدي عباءة سوداء وشعرها الأسود مصفف على هيئة ضفيرة وتضع حول عنقها حجاب بعيني سوداء وبشرة متوسطة البيضاء سألتها عليا بحدة
أنت مين لا لحظة مش مهم أنت أزاى تدخلي كدة من غير ما تخبطي
تبسمت حورية بخبث وهى تتطلع بهذه المرأة القاهرية وتقول
أنا حورية بنت عم نادر جوزك
مسكتها عليا من يدها بقوة وبدأت تسحبها تجاه الباب تفرغ ڠضبها بهذه المرأة وهى تقول
كونك بنت عم جوزى ميدكيش الحق تدخلى كدة بالطريقة الھمجية دى
أخرجتها من الغرفة ثم أغلقت الباب فى وجهها وقفت عليا خلف الباب تتكأ عليه وتنظر إلى طفلها الواقف هناك فى أرضية الشرفة رن هاتفها لتخرجه من الحقيبة وترى اسم أختها عهد وصورتها فتنهدت بهدوء تزفر القليل من الڠضب والضغط فى التنهيدة ثم استقبلت الأتصال ببسمة تقول
صحي النوم يا جميل
تبسمت عهد على اختها وهى تحفظها جيدا فهى حقا ما زالت بالفراش رغم أقترب الساعة على الخامسة عصرا غادرت الفراش ببيجامة نومها الصيفية عبارة عن شورت قصير قطنى وردي اللون وتي شيرت أبيض عليه فراشات وتتحدث بنبرة صوت مبحوح قائلة
وصلتي الصعيد
تبدلت نبرة عليا للجدية والحزم تقول
وصلت وحرفيا مقدرش أكمل يوم هنا حاسة أنى مش قادرة أتنفس وأمه.. امه سيئة جدا والخصوصية تخيلي واحدة دخلت عليا من غير أذن
قهقهت عهد ضاحكة على تذمر أختها وهى تدخل المطبخ لتقول ويدها تضع المياه فى غلاية المياه لتجهز مشروب الشيكولاتة الساخنة كعادتها اليومية
عشان بس مش متعودة عليهم ولا على طريقة العيش هناك... المهم هتقعدي قد ايه هناك أعملي حسابك ترجعي قبل حفلة التوقيع بتاعتى لازمي تحضري أنت ونادر
تذمرت عليا عليها بضيق وهى تقول
شهر ايه بقولك مش هستحمل يوم أنا هحاول استحمل أسبوع ودا عشان خاطر نادر وبس
تبسمت عهد عليها ثم قالت
جدعة يا بنت أمي
دق باب الغرفة بدقات متتالية هادئة فانهت عليا الأتصال وقالت
أتفضل
دخلت فتاة أخري تصغر حورية وتشبهها جدا لكنها بعمر عهد تقريبا فنظرت عليا لها وتطلعت بها كانت بجسد ممشوق وعيني بندقية واسعة وشعرها المموج مسدول على ظهرها وبشرتها متوسطة البياض وترتدي عباءة سوداء وكعب عالى تحدث بلطف قائلة
أنا جيت أرحب بيك أنا أسماء بنت عم نادر وخطيبة أخوه نوح يعنى سلفتك المستجبلية
عقدت عليا ذراعيها أمام صدرها بغرور وقالت بنبرة غليظة
هو نوح خطب أصل على حد علمي أنك عاشقاه بس معقول خطب من غير ما يقول لأخوه
عقدت أسماء حاجبيها وكزت على أسنانها بحدة وقد تبدل لطفها وبسمتها إلى غيظ وأشمئزاز لتبتسم عليا فى هذه اللحظة وقالت
أبقي أعزمينى على الخطوبة أوعدك أنى هجي.. دا لو حصلت لقدر الله
غادرت أسماء المكان غاضبة وقد بنت عليا من اللحظة الأولي لها عداوة مع الجميع.....
______________________
وصل نادر إلي مكان أخاه مع خلف الغفير وكان فى الساحة بعد أن فرش المكان بالكراسي والسماعات ليناديه قائلا
نوح
أستدار نوح له وكان رجل ثلاثيني يكبره ببضع أعوام يرتدي عباءة سوداء اللون وعلى أكتافه عباءة مفتوحة سوداء ويلف عمته البيضاء حول رأسه وجسده القوي عريض المنكبين
حمد الله على السلامة يا باشمهندس
تبسم نادر له وقال
عامل ايه ابوك فين صحيح بدور عليه من ساعة ما وصلت
أخذه نوح إلي المكتب وهو يقول
ابوك وعمك من ساعة الډفنة وهم فى المكتب مهملهوش واصل...
تبسم نادر وهو يقول
عارف أنه مش وقته بس تصدق بالله أنا متحمس اشوف رد فعل ابوك لما يشوف يونس ابنى
توقف نوح عن السير بدهشة لينظر لأخيه وهو يقول
هى مرتك وولدك وياك اهنا فى الصعيد
أومأ نادر له بعفوية ثم قال
اه وصلتهم على البيت وجيت
هز نوح رأسه بهدوء ثم دخل المكتب ليركض نادر نحو والده على الصياد ليعانقه بسعادة وحماس بعد غياب طال بينهما وقبل رأسه ويده ثم صافح عمه حمدى الصياد وجلس الجميع معا حتى صلاة المغرب وبدأ فى استقبال الرجال لتقديم التعازي لهم فى وفأة الجد حافظ الصياد....
كانت عليا جالسة