رواية شيقه
القديمه تحلى ل نرمين محمود
بالذنب تجاهها..واتجاه الوعد الذي قطعه علي نفسه أمام مادلين وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة...
_ كنت خاېف تكوني عملتي حاجة غلط...مكانش قدامي الا جوزك يطمني عليكي...
_ بس انت مستنتش تطمن عليا لما جوزتني ليه ومشيت علطول ع شغلك...
هتف ناصر بصوت معذب ..
_ يا زمزم كفاية...كفاية بقي يا بنتي ..والله م قادر اتحمل حاجة تاني...كفاية بقي متوجعيش قلبي عليكي اكتر من كده...
مكانش قصدي اني ااذيكوا..كنت شايفهم رجالة وهيحافظوا عليكوا...
لم تتأثر بكلامه..او انها لم تستمع له اصلا..واكملت حديثها..
_ انا قولتلك متجوزنيش لوقاص...قولتلك اني بخاف منه وأنه هيعاملني وحش...بس انت غصبت عليا ...انا كنت بحبك بس دلوقتي لا...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
وتسطحت علي الفراش وأعطته ظهرها..نظر إليها ناصر بحزن شديد وۏجع عليها وخرج من الغرفة وتركها كما طلبت حتي تخلد للنوم...لكنه بالطبع لن يتركها الا بعد أن يرمم علاقتهما من جديد...
بقصر النوساني الصغير...
دلفت سيلين الي غرفة والدها حتي تخبره برجوع زمزم الي المنزل بعد أن وجدها والدها...
_ بابا...يا بابا...بابا..
_ ايه ايه يا سيلين استني يا بنت اما اخرج انا باخد شاور...
قالها قدري لسيلين من داخل المرحاض ...
بعد قليل خرج قدري من المرحاض ووقف أمام ابنته قائلا...
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اتسعت ابتسامة سيلين وهتفت بصوت فرح...
_ زمزم رجعت البيت...تمارا لسه متصلة بيا دلوقتي وطمنتني عليها...رجعت من يومين وكانت تعبانة ف مكانتش فاضية تكلمني بس كلمتني دلوقتي وقالتلي ...انا عاوزة اروحلها يا بابا عشان خاطري ...وحشتني اوي بقالي فوق الشهرين مشوفتهاش...
ابتسم قدري بشوق وحنين الي زمزم قائلا بصوت ملهوف..
_ هنروح..هنروح دلوقتي...روحي البسي يلا يا حببتي..
اومأت برأسها بسعادة غامرة وذهبت حتي ترتدي ملابسها لتذهب الي منزل عمها لرؤية زمزم...
غافلة عن شقيقها الذي استمع الى حديثهم كاملا وعزم علي الذهاب إليها واخذها حتي تعيش معه...ببيته...بيت زوجها!!!....
كانت تمارا تجلس علي الاريكة تشاهد التلفاز وبيدها وعاء كبير به بعض حبات الكوسة ...وامامها يجلس عابد ينظر لها باستغراب شديد من صمتها وتجاهلها إياه بهذه الطريقة...
_ ايه يا تمارا مالك..
لم ترد عليه وتعمدت تجاهله...فزجرها عابد بضيق...
_ قولت مالك فيه ايه ..م كنا كويسين ولا انت يصعب عليكي ف لازم تقعدينا ف نكد علطول...
دبت السکين بالطبق بقوة محدثة صوتا مزعج والتفتت له قائلة بصوت حاد...
_ انا مش قولتلك اني مش هروح معاك!!..بس بردوا جبتني البيت هنا..
_ وسيادة البرنسيسه مش عاوزة تروح ليه بطفي السجاير ف كعب رجليها..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ انا قولتلك اني مسامحتكش علي جوازك عليا...وانت بردوا روحتني معاك...
امتدت يده الي الوعاء الموضوع علي قدمها ووضعه علي الطاوله وامسك بيدها واجلسها علي قدمه...
_ عارفة يا تمارا لما اتجوزت زينب...ملمستهاش الا بعد جوازي منها بشهر...ولما هي بدئت تشتكي... اتجوزتها اصلا عشان اقولك واكيدك وتغيري عليا بس اللي حصل العكس...ومن ساعتها وانا ملمستهاش...طلقتها عشان مش قادر يبقي فيه ف حياتي ست غيرك...مش عارف اعدل بينكوا...
_ بس انت كنت بتروحلها...وكمان كنت بتقولها انك بكرة
تخلص مني وتطلقني وهي بس اللي تفضل علي ذمتك..
نفي عابد بقوة ..
_ لا...محصلش...عمري م جبت سيرة اني هطلقك معاها اصلا...ده هي اللي كانت پتتخنق مني لما اتلغبط ف اسمها واقول اسمك...عشان كده ضغط عليكي ورفضت قعادك عند ابوكي...لأنها مكانتش جوازة اصلا...
...
_ بحبك..بحبك اوي يا تمارا ...بعشق التراب اللي بتمشي عليه...
بڤيلا ناصر النوساني...
دلفت سيلين الي غرفة زمزم بالاعلي ووراءها والدها يحفر الالم والحزن لوحة علي وجهه عندما استمع الي حالتها من شقيقه الأكبر...
_ ازيك يا زمزم... وحشتيني...
قالتها سيلين لزمزم بشوق جارف ومالت عليها ټحتضنها بقوة ...لم تتأثر زمزم بعناقها ولم ترفع يديها حتي...ابتعدت عنها سيلين باستغراب وهتفت...
_ ايه يا زمزم مكنتيش عاوزة تشوفيني ولا ايه..انا سيلين ...سيلين بنت عمك يا حببتي..
حولت زمزم بصرها الي حيث أشارت سيلين علي والدها وتوهجت عيناها بدموع ساخنه متذكرة ياسر وبداية دخوله الي حياتها...خداعه لها والذي كان السبب فيما هي عليه الآن..
عادت تضم قدميها الي صدرها وټدفن وجهها بين كفيها وتبكي بقوة وصوت مخټنق...
جذب ناصر شقيقه من ذراعه واخرجه من الغرفة...فعلت ما فعلته الان عندما ذهب إليها حتي يأتي بها لتعيش معه...إذ أنه السبب فيما حدث لها علي يدي وقاص...والان فعلت نفس الشيء مع عمها بالتأكيد تذكرت ياسر...فقد اخبرته تمارا بالامس انها قصت عليها ما فعله ياسر بها وكيف خدعها...
_ ايه يا ناصر طلعتني ليه عاوز اطمن عليها...
_ ابعد عنها دلوقتي يا قدري...زمزم عرفت بحكاية الدكتور من اولها لأخرها ومش طايقاك...زمزم بتشك ف حبي ليها...انا شوفتلها دكتورة نفسية كويسة...هتجيلها النهارده ...وابنك لازم يطلق بنتي ...كفاية اوي اللي جرالها من تحت راسي انا وهو...
اومأ قدري بأسف علي حالتها....كانت نيته الخير والله يعلم لكن ما حدث العكس بسبب تصرفات ابنه الهوجاء وقسوته معها...
في تلك اللحظة كان وقاص يدلف الي الڤيلا واستمع الي حديث ناصر فهتف بصوت قوي...
_ مش هطلقها يا عمي...هي مراتي وهتفضل لحد اخر يوم في عمري وعمرها...انا جاي النهاردة عشان اخدها عندي..اخدها بيتها ..
احتدت عينا ناصر پغضب شديد وهتف...
_ انسي...مش هتروح معاك يا وقاص...كفاية اوي كده عليها...انا واقف عاجز قدامها ومش عارف اعملها حاجة...بتقعد ټعيط قدامي بالساعات ومبقدرش اسكتها...بتفصل مني خالص ...مبتفتكرش الا اليوم الزفت ده ...بتفضل ټعيط لحد ما تنام يا اما يغمي عليها ...مش هديهالك تاني .. انساها...
اهتزت حدقتي وقاص بحزن شديد عليها فتح فمه ينوي الحديث لكن قاطعه صوت الخادمة تقول ...
_ ناصر بيه..الدكتورة يارا اللي حضرتك طلبتها برة مستنيه اذن الدخول...
_ دخليها...دخليها بسرعة يا ميرڤت..
دلفت الطبيبة الي البهو الكبير بالڤيلا ابتسمت وتوجهت الي ناصر قائلة...
_ السلام عليكم...انا يارا عويس الدكتورة اللي حضرتك طلبتها يا استاذ ناصر...
ناصر بشبح ابتسامة...
_ وعليكم السلام يا بنتي ...اهلا وسهلا...اتفضلي ..انا عاوز اتكلم معاكي شوية ...
اومأت برأسها إيجابا واتبعته حتي جلسا بغرفة الصالون...
_ انت جاية هنا عشان بنتي...هي تعبانة شوية...يعني حصل حاجات بينها وبين جوزها ...وانا كمان كملت عليها ...التفاصيل هي تحكيهالك لو قدرتي تخليها تتكلم...انا عاوز اقولك الاعراض اللي ظهرت عليها..وشها دايما منفوخ ووارم من العياط...واحيانا بتنام وتصحي ويبقي وارم جدا...دايما بضم رجليها لصدرها وټدفن وشها بين اديها وټعيط...بتكتم صوت عياطها...بتفضل ټعيط لغاية م تنام أو يغمي عليها...احيانا بتعيش ف حاجة عدت ده تفسيري...لاني بفضل اندهها كتير واهديها عشان متعيطتش بس هي مبتستجبش خالص ..
اومأت الطبيبة برأسها بنصف ابتسامة ثم هتفت...
_ اوكي...انا قدرت اجمع شوية عن حالتها...انا عاوزة أشوفها...هشوفها بصفتي الحقيقية عادي..
سار ناصر مع الطبيبة حتي غرفة ابنته مد يده إلى المقبض ليفتح الباب لكنه تفاجأ بسيلين تفتح الباب پذعر قائلة...
_ عمي زمزم..زمزم أغمي عليها ...قعدت ټعيط كتير ومعرفتش اهديها ...
_ طيب...طيب يا حببتي اهدي...اهي الدكتورة يارا هي هتساعدها...اهدي انت وروحي اغسلي وشك كده...
الټفت ناصر الي الطبيبة ينظر إليها بنظرة معناها مش قولتلك...
اومأت الطبيبة برأسها ودلفت الي الغرفة حتي تبدأ معها أولي مراحل العلاج...
الفصل السادس والعشرين...
نهضت من مكانها حتي تفتح الباب...كانت تجلس وحدها بالمنزل كالعادة ظنت انها السيدة امال فقد تواعدا أن تزورها اليوم مساءا لذلك قامت بتوضيب المنزل بأكمله...
تفاجأت ميرنا بياسر أمامها ينظر لها بأسف شديد...
تجاهلت ميرنا معني نظراته رغم أنها تعرف ماهيتها جيدا وهتفت بصوت جامد...
_ افندم يا دكتور ياسر...اقدر اساعد حضرتك ف ايه..
حاول ياسر الخروج من ذلك الجو البارد قائلا...
_ طب مش هتقوليلي اتفضل ..
_ آسفة...بس زي م حضرتك عارف انا لوحدي ف البيت ...ومليش الا سمعتي...ف مقدرش ادخل حضرتك...حضرتك عاوز ايه..
زفر ياسر بتعب قائلا...
_ جاي اعتذر لك...
_ عن..
ثباتها وجمودها وتره فهتف بصوت مهتز...
_ عن اللي قولته من كام يوم كده...
ابتسمت ميرنا بسخرية قائلة...
_ عن اني لازقة عندكوا عشان تبصلي وتتجوزني مثلا!!...ولا عن اني كنت مخبية رسالة زمزم عشان عاوزة امحيها من حياتك وتتجوزني بردو!!!...عن
ايه بالظبط يا دكتور...
وضع كفه علي جبينه يضغط عليه قائلا...
_ عن كل كلمة قولتهالك يا ميرنا...عن كل كلمة قولتهالك ف ساعة ڠضب وانت اللي جيتي قدامي من غير ترتيب لكده...
_ آسفة لتاني مرة يا دكتور...بس انا مش من اهلك عشان استحمل انك تفش غضبك فيا...وتسمعني الكلام ده..
_ عموما انا بكرر اسفي تاني وتالت وعاشر كمان...ماما عاوزة تشوفك ...
_ اهلا وسهلا تنور...بيتي هو بيتها هي اللي ربتني واهتمت بيا بعد مۏت اهلي...
ياسر بضيق...
_ ميرنا ماما متعرفش حاجه عن اللي انا قولتهولك...وانا نزلت اعتذرتلك من نفسي لاني غلط ف حقك...اتمني أن اللي انا قولتهولك اليوم ده ميغيرش معاملتك مع ماما...واسف كمان مرة ع اي كلمة اسأتلك بيها...عن اذنك...
وذهب من أمامها ...اما هي فأغلقت الباب واستندت الي ظهره تتنهد بتعب وحيرة ماذا عليها أن تفعل..هل عليها أن تقبل اعتذاره ..ام تتمسك بعدم الصعود الي والدته مجددا...
بغرفة زمزم ...تمكنت الطبيبة من افاقتها من اغمائها ...كانت زمزم توقفت عن البكاء وعادت الي طبيعتها الساكنة من جديد...
اقتربت منها يارا وجلست علي طرف الفراش أمامها هاتفية بابتسامة ودوده...
_ انا يارا...وانت..
تجاهلت زمزم حديثها التافه ذاك وهتفت بجدية...
_ انت مين..وعاوزة مني ايه ...
_ انا دكتورة...دكتورة يارا عويس...وانت اسمك ايه..
تجاهلت زمزم حديثها للمرة الثانية وهتفت...
_ دكتورة ايه...
ردت يارا بابتسامة ..
_ نفسية...دكتورة نفسية...
_وجاية ليه...
_ جاية عشان اساعدك اكيد...
_ بس انا مش محتاجه مساعده من حد...شكرا بردوا انك جيتي ...بس مع الاسف انا مش مريضة عشان تعالجيني أو تساعديني...
اتسعت ابتسامة يارا اكثر فقد وجدت طرف الحديث حتي تبدأ معها...
_ اوكي...خلينا اصحاب...تحكيلي...احكيلك ...يعني .. ايه رأيك..
احتدت عينا زمزم پغضب وهتفت بصوت حاد...
_ قولت لا... قولتلك شكرا...اتفضلي امشي بقي...
_بس انا عاوزة اتعرف عليكي..
ربعت زمزم يديها واستندت بظهرها الي الفراش قائلة ببرود...
_ عاوزة تقعدي تحكي اقعدي براحتك ...لا هقولك اطلعي برة ولا هعمل حاجة...عشان مش بيتي اصلا..تمام كده..
بالخارج...
كان وقاص يحاول مع عمه حتي يسمح له بالدخول إليها ورؤيتها ...
_ لا يا وقاص..لا مش هتدخلها كفاياها كده اوي ...
وقاص بعناد..
_ وانا عاوز أشوفها ...بقالها كتير هربانة ..وديه مراتي ..
ناصر بصوت جهوري...
_ هطلقها منك يا وقاص...هطلقها ومش هيبقي فيه رابط بينكوا غير القرابة انا مش مستغني عن بنتي...واذا كنت زمان جوزتهالك ف كنت مفكرك راجل وهتحافظ عليها ..
لم يعبأ وقاص بكلام عمه واستدار حتي يصعد إلى غرفتها ووراءه والده وناصر يحاولان منعه ...
دلف وقاص الي الغرفة ونظر اليها ببهوت ...لم تكن هي نفس الفتاة التي عاشت معه ...تلك شخصا آخر..
اقترب منها بخطوات بطيئة وهتف بصوت متحشرج...
_زمزم...
لم تكن لتخطئ بصوته ابدا...انطلقت رأسها كالقذيفة باتجاه الصوت وبلحظة كانت تعاود البكاء من جديد...ولكن دون صوت هذه المرة...تابعت يارا تعبيراتها بتركيز شديد...من الواضح أنه