نبضات تائهه وتين ج٢ للملكه ياسمين الهجرسى

يقف جلال بجوار كريمه و زياد بجوار ورده
 
والحج محمد لم تعد قدماه تحملانه على الوقوف ليظل على وضعه جالس بمقعده يتطلع للجميع بصمت يأكل صدره على ما آلت له الامور مما سيترتب عليه خسائر لا يعلم مقدرها سوى الله 
فى حين تقف صفا من جهه ويواجهها من الجهه الاخرى يونس يتجنب النظر لها ويتحاشى الكلام معها هى تفهمت وضعه والصمت الذى سيطر عليه من بعد حالة هيجاهه على اخيه تتمنى ان يمروء الموضوع على خير فشكله غير مبشر بالمره هيئته تدل على الهدوء الذى يسبق العاصفه اذا لا قدر الله وحدث مكروه  
سارع الجميع مهرولين اليهم يستمعون الى تقرير الطبيب وهو يبلغهم بحالته 
ترك راكان وتين تستند علي ورد وصفا قائلا 
خلو بالكم منها ونظر لها وهو يربت علي ظهرها 
اعتدل وتقدم يقف امام الدكتور وعلي يمينه والدته ابرار وعلي يساره والده احمد سائلا باستفهام 
لو سمحت انا اخوه الكبير عايزه اعرف حالته بالتفصيل 
رد عليه الدكتور موضحا بمهنية قائلا 
شهق الجميع وترنحت ابرار في وقفتها تستند على احمد 
ثم اكمل الطبيب كلامه قائلا 
بس الحمد لله في المرتين قدرنا ننقذه بفضل ربنا بس حالته مش مستقره هيفضل في العنايه لمده 24 ساعه تحت الملاحظه ولازم تتوقعوا انه ممكن يدخل في غيبوبه ربنا اللي عالم هتكون قد ايه 
كان الجميع فى صډمه عقولهم لا تستوعب ما سموعه لفت الدنيا تحت أقدامهم تهاوت فرحتهم بحلاوة اللقاء ليعانوا من جديد بعذاب الفراق 
ليجلسها احمد على اقرب مقعد عندما تهاوت بين يديه لا تستطيع الوقوف  
ظلت تبكي بصوت عالي هي منذ ان علمت بالحاډث وهي صامته تحاول الا ټنهار ولكن بالاخير هى ام مقدرتها على الصمود نفذت 
امسكت كف احمد تتلمس منه الدعم كما سابق عهدها به همست بنبره منتحبه يغمرها الحزن على فلذة كبدها قائله والشهقات تغزو صوتها 
انا مليش دعوه عايزه ابني يا احمد اتصرف رجعلى ابنى انا ماليش فى الدنيا غير ولادى انت اكتر واحد عارف انا تعبت قد ايه عشان اشم ضوفر عيل فيهم انا سهرت وربيت وكبرت عشان المۏت يجى يخطفه منى بدل ما هو اللى يشيلني لقبرى انا اللى اشيله بأيدي لحتفه 
ظلت تصرخ وتنتحب تنعى وليدها كلماتها نزلت على مسامعهم تقطع نياط قلبهم 
بينما راكان حاله حال مشتت ما بين وجعه على اخيه وحالة ابرار التى لا يرثى لها وبين عائلته الجديده السيوفى عائلته پالدم ولكن يظل عائلة الشاذلى لهم الأساس والأولويه فى حياته ابرار دون عن الدنيا لها معزة خاصه بقلبه ينفطر قلبه عليها وهى على تلك الوضعيه يقع فى حيره من أمره فى اى طرف سينحاز لو لا قدر الله ساءت الظروف 
آه والف آه مكتوب عليا ملحقش افرح ليه يا دنيا حالفه كل شويه توريني وشك الۏحش عنيى يارب وقوينى انا كل ما ابدء اقول الدنيا هتضحكلى بترجع ټنهار على دماغى من اول وجديد 
تنهد مرارا وتكرارا و هز رأسه منفضا عنها تلك الأفكار السودويه وقف يتابع الجميع مهما حدث لابد عليه من مؤازتهم ومساندتهم جميعا  
بينما صبا تتابع ما يحدث بتيه منقطع النظير لتسيطر عليها غمامه سوداء تشوش على ضبابية الرؤيه
حتي سقطت فاقده للوعي بين ذراعي والدها جلال 
هتفت ورده بقلق 
هاتها هنا يا خالي ودلفوا الي غرفه فارغه وبدأت في ايفاقتها 
عاش معه ايام وليالي يشاهد مراعته واهتمامه بأمه ابرار مهما مرت عليهم الصعاب وتكالبت عليهم الحياه يكون هو اول من يدعمها ويشد من أزها 
طيلة عمره هو له نموذج للخل الوفى تمنى ان يحتزى بخطوات عشقه لأمه ليبثها فى يوم من الايام لخليلته وتوأم روحه 
وتينه شريان قلبه المانح لحياته حياه 
سحب اكبر قدر من الأكسجين ليجدد الهواء الحارق داخل صدره وخطى للداخل ليجد جلال يدلك يديها برفق لكي يشعرها بالامان 
بدأت تتملل في نومها 
اقتربت منها كريمه هاتفه بحنان 
مالك يا قلب امك حسه بأيه وانحنت تطبع قبله علي جبهتها 
نظرت لها صبا وهي تبكي تلوم نفسها على وضع يعقوب هاتفه 
بكت كريمه پقهر ودموع الخۏف تسيطر عليها هاتفه 
حرام عليك يا صبا هو في يا بنتي فرق بينك وبين يعقوب انتم الاتنين ولادنا وعشان كده ربنا هيقومه بالسلامه وضياء محدش هيسيبه وانا نفسي هاكله باسناني 
ليقاطعها راكان بحزم مبطن حنان مردفا 
وحياة رقدتك انتى واخويا وحياة كل نقطة ډم نزفها على ايد اللى غدرت بيه مبقاش ابن أمى وابويا ان ما جبتلكم حقكم تالت ومتلت متشليش هم حاجه فى الدنيا فوقي وقومي بالسلامه عشان محتاج اتكلم معاك بخصوص الزفت ده 
لتربت كريمه على يديها هاتفه 
ارتاحي يا حبيبتي علشان خاطر اخرج اطمن عليهم بره 
أومأت لها وهي تهز رأسها تتطلع الى السماء من النافذه التي بجوارها تدعى ربها يربط على قلبها بالصبر وان ينجيه ويتماثل جسده للشفاء 
فى حين يقف جلال يشاهد الحوار الدائر فى صمت يتابع لهفة ابنه على أخته سعيد مهموم فأول لقاء بعيلته تحول إلى حزن دائره ډم دخل بها من الوهله الأولى لمجيئه  
زفر انفاسه يحاول استيعاب ما حدث ويرتب افكاره ليمسك بداية طرف الخيط للقبض على هذا الحثاله الذى لا محاله قضى على نفسه بعد هذه العمله المشينه وهو لا يدرى مع من أوقع نفسه ليهتف بداخله بعزيمة واصرار 
والله وهنرجع تانى للملاعب يابن الك لب جبته لنفسك عشان يخرجلك الظل من مخبأه ده انا كنت قربت أنسى شغلى الاساسى ده انا داهية المخابرات يابن المركوب ضاقت بيك الدنيا عشان تأذيني فى بنتى الايام بينا هجيبك ولو روحت آخر الدنيا 
ليفيق من شروده على صبا تهتف له قائله 
اتفضل يا بابا حضرتك روح مع ماما انا هبقى كويسه 
مسد على راسها بعطف قائلا 
هطمن عليهم وهاجي لك على طول 
حبيبتى حاولى ترتاحي وبإذن الله يعقوب هيقوم لينا بالسلامه لم تتمالك حالها لتنهمر دموعها بغزاره لتسترسل بانفاس مهدوره هستأذن منك اطلع اطمن على ماما  
اومأت صبا لهم ليخروجوا ويتركوها تعاود التطلع الى السماء تناجي ربها ان ينقذ لها حبيب روحها 
بينما فى الخارج ظلت ابرار ټضرب موضع قلبها هاتفه 
اتصرف يا احمد قلبي قايد ڼار علي ابني ھموت لو جرى له حاجة 
رد عليها وصوته يختنق بالدموع 
حرام عليكي انا مش هستحمل اتوجع فيكي انتي كمان كفايه بقي مابقتش قادر استحمل اللي بيحصل لولادي كل ما ارجع ابن من ولادي لحضني تبقي
روحي هتطلع عشان اطمن علي غيره ليه بيحصلنا كده 
ارتجف قلبها على وجعه تذكرت صحته ولم تحتمل ما يحدث جففت دموعها بايدى مرتعشه هاتفه 
ادعي له ربنا يقومه لنا بالسلامه عشان استوينا من الۏجع 
استقامت كريمه واقتربت منها هاتفه بحنو ام عانت مسبقا مما تعانى منه هى حاليا اردفت بهدوء قائله 
سلامتك من الۏجع ياحبيبتى صدقيني ان شاء الله هيبقى كويس انت بس قومي صلي وادعي له وربنا ان شاء الله هينجيه وهيحفظه 
فلتت من ابرار اعصابها واڼهارت كل ذرة تعقل بها لتصرخ فيها قائله 
انتوا السبب انتوا اللي هتضيعوا عيالي يا ريتني ولا شفتكم ولا عرفتكم دخولكم حياتنا هيخسرنى ولادى انتم عيله شؤوم  
ظلت تهز رأسها رافضه للواقع المفروض عليهم لتضع وجهها بين كفيها تبكي وتنوح على ابنها 
كانت تسمعها كريمه وهي تود الأرض بأن تنشق وتبتلعها هي لا تقدر على تحمل ذنب مثل هذا وأن يتلقى يعقوب الړصاصة بدلا عن ابنتها 
نعم هم السبب ولاكن لم يكن مقصود أن يتعرض يعقوب الي أذى 
چثت علي قدميها أمام ابرار هاتفه والدموع تنهمر من عيونها وتحتضن كف يدها بين كفيها ويتعالى نحيب بكائها 
انا عارفه أننا السبب وعارفه انتي حاسه بأيه انا أكتر ام في الدنيا اتوجع قلبها علي ابنها وكل اللي هتقوليه ميجيش ذره في حزنك بس مفيش حل غير الصبر ودعاء والأمل في ربنا وأن شاء الله هيرضيكي فيه زي ما رضاني في راكان وجعلك السبب وحافظتي علي ابني 
لتتنهد بانفاس حارقه مسترسله كلامها قائله 
انحنت بقلب ام تجرعت الالم لسنوات وذاقت مرارة الفقد قطره قطره دنت من ابرار وطبعت قبله على كف يدها 
قلبي وجعني اوي يا كريمه ڼار اني اخسره بتكوينى 
كان الجميع يشاهدهم وهم يبكون بشده علي ما حدث 
شعرت كريمه بجسدها يثقل بين زراعيها علمت انها فقدت الوعي نظرت إلي راكان بقلق هاتفه 
الحق يا راكان امك أغمي عليها 
فى حين ظل يونس يسب ويلعن بأبشع الالفاظ حتي اقتربت منه صفا وامسكت زراعه تضغط عليه لكي تجعله يشعر بها التقط أعينهم في نظره حنونه منها وضعف منه فرت دمعه شارده من عينه وهو يهز رأسه قائلا 
انتم السبب انا عمرى ما هسامحكم ياريتنا ما عرفانكم ولا شفناكم من يوم ما دخلتم حياتنا وهي انقلبت وكوارث نازله علي دماغنا حرفيا كرهتكم كلكم ابعدوا عنا بقي  
وبشرفي ما هسيب اللي عملها ليتركها ويفر الى الخارج 
كانت تسمعه وكل كلمه يقولها خنجر في قلبها هي تعلم أن قلبه محروق علي أخوه ولا تستطيع ان ترد عليه هي تقدر قلقه علي توأمه 
تيبثت واقفه مكانها تتابعه حتي اختفي من أمامها ظلت تنظر إلي مكان اختفائه والي الغرف التي يجتمع فيها الجميع للاطمئنان علي والدته أبرار  
دلفت الي الداخل وجدت ورده قد انتهت من الكشف عليها وافاقتها 
شق صوت ابرار الصمت هاتفه
لو سمحتم سبوني لوحدى محتاجه ارتاح مش عاوزه غير يونس بس الي يبقي معايا هاتلي اخوك يا راكان هو اللي هيطمني علي يعقوب 
وحنت بعيونها تتطلع الى ابنتها قائله 
وانتي يا وتين ارتاحي عشان نقل الډم الي اخدوه منك صحتك مش هتستحمل تعب
هاتلها عصير ولبن يا راكان خلي بالك منها انا مش حمل حد تانى يقع 
رد عليها مطمئنا 
متقلقيش انتي يا ست الكل وانا هجبلك يونس ارتاحي انتي يا امي وتين فى عينيا 
لتحول ابرار نظرها للجهه الاخرى تطلع للحج محمد بخزى من نفسها وهتفت 
متزعلش مني يا حاج عشان الكلام اللى صدر منى بس فعلا انا تعبانه قوووي 
رد عليها الحاج محمد متفهما لحالتها قائلا 
ربنا يشفكي يا بنتي وأن شاء الله حقك انا هجبهولك و ربنا يطمنك عليه يا رب ما تنضرى فيه ابدا 
صمت قليلا ونظر الي جلال قائلا 
يالا وصلني وارجع تاني تفضل معهم تحسبا لأى ظرف 
استقام ليغادر مستأذن من احمد وابرار ليهم بالذهاب للاطمئنان على ابنته فهيمه
أومأ له جلال واستأذن من احمد لتوصيل الحج 
خرجوا ليجدوا