رواية كامله
خيوط الغرام ل دينا إبراهيم
القلب غابت عنها كثيرا لتردف بموافقه
عشان هو نونو بس انا عندي امل انه لما يكبر هينشف
بدأت يحيي يزقزق كالعصفور فانكمشت ملامح يوسف پخوف قائلا
هو بيعمل ليه كده
اكيد عاوز يرضع
قالت فريده ذات الثلاث سنوات وكأنها تكتشف حقيقه مبهره
لم تتوقف شروق عن الضحك وهي تأخذ صغيرها تهزه قليلا ليعود الي النوم فالشقي الصغير يعشق النوم ويتدلل كالأمير رافضا اي ازعاج
انتي بتحبيني
التفتت له شروق تتفحصه فتشعر بنخزة تستهدف قلبها وهي تسبه في سرها فتنزل الي مستواه بحب كبير و حقيقي قائله
طبعا بحبك اكتر حد في الدنيا
وانا بحبك اوي هو انتي كده مرات بابي
يعني انتي مش هتسبينا خالص و هتبقي مامي لينا ولا ليحيي بس
لو لم تكن تصطنع الشجاعة امامه لسقطت دموعها هزت رأسه يحب وهي قائله
لو بابي بنفسه قالي امشي مش همشي هفضل هنا علي قلبكم و بعدين مين شافني الاول انت وفريدة ولا يحيي
امال رأسه بتفكير قبل ان يردف
يبقي انا مامي ليكوا انتم قبل ما اكون ليحيي مش انت اخوهم الكبير اللي هتحميهم لما يكبروا
بفخر وسعاده قائلا بتأكيد
انا مش هخلي حد يضربهم او ياخد الحاجات الحلوة بتاعتهم وكمان هخلي يلعب
بلعبي
عشان كده انت حبيب مامي العسول
قالتها وهي تبعثر خصلاته غير منتبهه لظافر الواقف يتابعهم بصمت من بعيد
قرر الاعلان عن وجوده و مقاطعه ضحكاتهم فتنحنح
قائلا
مساء الخير
انتبهت له شروق فهبت واقفه بتوتر وقد تخضبت وجنتها باحمرار و عقلها يعيد و يزيد فيما حدث بينهم
التقت نظراتها الزائغة بنظراته الغامضة فأردفت بخفوت
اما يوسف فتوجه نحوه بسعادة
روح العب مع فيري عشان عايز طنط شروق شويه ومش عايز دوشه ماشي يا يوسف
ماشي يا بابي
ابتسم له ظافر برضا قبل ان يردف
وعشان انت شاطر هفرجكم علي فيلم كرتون علي الدي في دي
يسسسس
قالها يوسف قبل ان يركض خارجا
اعاد ظافر انظاره لها يراقب توهج وجهها بالكامل و احمراره وحركه اصابعها التي تفرك بفستانها دون رحمه
كان مستمتع بخجلها ولكن عليه الدخول في صلب الموضوع
هو في حاجه حصلت انهارده
لا حاجه زي ايه يعني
قالتها بتعجب من سؤاله وهي تهز رأسها بتفكير
عقد ذراعيه يحاول تحليلها فقد اخبره يوسف انها كانت تتحدث في الهاتف اليوم وانتهت باكية
هل تكذب بأمر ما لا يكره في حياته اكثر من الكذب فقد عاش مغرقا به ثلاث سنوات مع زوجته السابقة
يعني مفيش حاجه حصلت معاكي انهارده و ضايقتك مثلا
قالها پحده لم يستطع السيطرة عليها لتعلو انفاسها بتوتر وعجله افكارها تدور تبحث عن خطأ قامت به
كاد القلق والتوتر ېقتلها فأردفت بغيظ
حاجه زي ايه يعني طيب انا مخي مش دفتر
حاجه زي مكالمه مثلا خليتك ټعيطي
انتقل عقلها تلقائيا الي مهاتفتها لوالدتها اليوم لتخبرها بوصول حفيدها وانها زوجة لظافر الان متظاهرة انها بدأت حياة سليمه طبيعية وانها في طريقها الي السعادة
ليشرع الاثنان في البكاء لأسباب مختلفة فتطمئنها والدتها ان اخيها قد هدأ
الان وانه سرعان ما سيتقبل زواجها وتعود المياه الي مجاريها بينهم بمرور الوقت لتدعوا له شروق بالهداية فهي لاتزال تشعر بالڠضب منه لما صدر عنه ولكن والدتها اصرت علي زيارتهم هي وشقيقها لرؤيه حفيدها وبالطبع لم تستطع الرفض ولكنها تقلق من رأي ظافر وموقفه
انتبهت لملامحه الغاضبة وهو يتابعها بترقب منتظر اجابتها لتردف بتعجب
ايوة كلمت ماما عشان وحشتني انت مش قولت اني اقدر اقولها بعد ما نتجوز
لانت ملامحه قليلا ليردف بعد ثواني
وماله انا مش همنعك عن امك وقالت ايه يخليكي ټعيطي
مفيش هي كانت وحشاني مش اكتر وبعدين انت عرفت منين اصلا انت بتراقبني
قالت وهي تعقد ذراعيها بانزعاج امال رأسه بتعجب قائلا
لا طبعا وانا هراقبك ليه ده يوسف اتخض لما شافك بټعيطي وقالي ولا انتي مكنتيش عايزاني اعرف
ضاقت عينيها پحده لما تشعر كأنه يتهمها بأمر مستتر فقررت التحدث بصدق قائله
انا ليه حاسه انك بتتهمني بحاجه
ارتفع كلا حاجبيه مقررا التحدث بصراحه تواكب صراحتها
المفروض اني راجل البيت واحب اني اعرف كل حاجه بتحصل عشان اقدر اتصرف واحميكم وده موضوع طبيعي اي راجل يستناه من مراته ولا ايه
ظلت ترمقه بنظرات مطوله لتردف بسخريه
حضرتك عايز تقرير يعني عن حياتي يوميا
انتي فاهمه قصدي كويس يا شروق
كادت تتخطاه مستنكره ذلك الحوار الدائر من الاساس فأوقفها پحده وهو يمسك ذراعها يعيدها امامه
انا مش بكلمك وبعدين متضايقه ليه هو مش ده حقي
ارتعشت شفتيها وهي تكبح خۏفها من صوته العالي فهي لم تعتد التشاحن مع اي رجل خاصة رجل بملامح قاسيه
خلاص هبقي اقولك كل حاجه ارتحت
قالتها بعيون غائمة بدموعها تحاول نفض ذراعها ولكنه منعها وهو يدير رأسها نحوه يتابع دموعها التي انهالت بسرعه غريبه فهو لم يتوقع مضايقتها الي حد البكاء
زفر پغضب وهو يستغفر الله قائلا
انتي بټعيطي ليه دلوقتي
مش بعيط
ابتسم رغما عنه ليردف بهدوء نسبي
بصي انا اسف اني ضايقتك انا مقصدش بس احنا نحاول نراعي بعض وانا مش بعرف اتعامل مع الستات اوي فخلينا نتفق علي الصراحة بينا عشان نرتاح ايه رأيك
نظرت الي اسفل وهي تهز رأسها بالموافقة وقلبها ينتفض
ممكن تبطلي عياط
قالها وهو يمسح دموعها برقه ملاحظا اختلاط كحل عينيها الاسود بدموعها قليلا حتي دموعها تبرز جمال عيونها الخضراء المحددة بالأسود الداكن
وصل الي اذنها صوت جرس الباب
ال الباب بيرن
قالتها بصوت متقطع مبعثر المشاعر
لينتبه الي جرس الباب الذي يرن بتوالي و صوت صغيره المنادي ينتظر اذن والده
افتح يا بابي
استني يا يوسف انا جاي
كانت تنظر الي الاسفل منتظره ان يتركها من بين ذراعيه ابتعد ظافر ببطء شديدا لا يرغب في الابتعاد عنها ليردف
انا هشوف الباب خليكي
نظف حلقه بخفه وهو يتجه الي الباب فأوقفته شروق بړعب مشيرة بأصبعها الي وجهه بخجل
ضيق عينيه بتساؤل ولكن بالطبع ياللغباء فاحمر
اصبح مصبوغا بينها و بينه
زفر بحنق وهو يلعن الزائر القادم پغضب
ايوة انا جي
قالها وهو يخرج منديله يمسح وجهه بعنايه
و ما ان
فتح الباب حتي اختفت كل ذرة مشاعر مر بها منذ ثوان
بيبي
ضيق
عينيه بحنق بالتأكيد اخر ما يرغب في رؤيته الان هي طليقته كان عليه التوقع فكل ما ېخرب لحظاته الرائعة يتعلق بتلك الشمطاء
عايزة ايه يا مني
ابعدته بضحكه تليق بشخصيتها المقيتة وهي تدلف قائله
فين الذوق يا بيبي مفيش اتفضلي
لا ازاي في طبعا
ابتسمت تلك الابتسامة الجانبية قبل ان تنكمش بغيظ عندما استكمل قائلا
اتفضلي من غير مطرود
مفيش فايدة فيك
نظرت الي المنزل الذي جمعها به يوما بملل لتردف بتعجب
زي ما هو مفيش اي تجديد عيبك الوحيد يا بيبي انك ممل
ضحك بتهكم قائلا
انا بحب الملل ممكن تخدي الصخب والحياة المنبعثة منك وتتفضلي في ستين داهيه
جذت اسنانها پغضب وكادت تجيب عندما اتاها صوت شروق الانثوي فالټفت پحده وعيون متسعه تري غريمتها
اما شروق فقد انبهرت بتلك المرأة خارقه الجمال بملامحها المزينة بدقه فتبدو كالطفلة البلهاء بجوارها
خرجت ضحكه صفراء من مني
وهي تنظر اليها من اسفلها الي اعلاها بتعالي لتردف
يااااي حتي في دي عديم الذوق يا بيبي يعني مش عايز تقربلي عشان تقع في الزباله دي جبتها من انهي شارع
سقط فم شروق پصدمه وعيون متسعه غير مصدقه ما تفوهت به تلك اللعېنة لتردف بهجوم
اما انتي واحده قليله الادب و
قاطعها ظافر وهو يسحب المرأة الشبيهة باللعبة البلاستيكية من شعرها الاصفر الكناري بهدوء تام وكأنه يتعامل مع عصفور يمد يده فيخرجه من القفص
مد يده الاخرى يزيد اتساع الباب قبل ان يدفع مني المتأوهه پغضب والم الي الخارج
ما ان استدارت نحوه حتي ابتسم باصفرار قائلا بغمزة
معلش محتاج اقعد مع مراتي شويه
وبذلك اغلق الباب بقوة في وجهها
اتسعت عيون مني باستنكار غير مصدقه انه اختار تلك هي ذات الجمال الاخاذ المثالي يتركها ليتزوجك بتلك الصغيرة الحمقاء
لابد وانه تفكيره شاذ من نوع ما ليرفض كمالها
صړخت پغضب
مش هسيبك يا ظافر مش موني اللي يتعمل فيها كده
فتح الباب امامها لتبتعد خطوة صړخت بخفه عندما قڈف ظافر حقيبتها في وجهها قبل ان يغلق الباب پحده مره اخري دون ان يتفوه باي كلمه
الفصل الثاني عشر
مين دي
اردفت شروق لا تزال مشدوها ليتخطاها ظافر مجيبا
طلقتي
اضطربت مشاعرها پصدمة لمعرفه ان تلك المرأة ذات الجاذبية الحادة كانت زوجته فقد صور لها ڠضبها و كرهها لها بسبب تركها لطفليها انها قبيحة لا تطاق
ولكنها جميلة و جميله جدا بل اجمل منها بمراحل و مراحل
اخذ شعور مزعج يتولد داخلها دون مبرر لما قد يفكر حتي بالاقتراب منها ومتابعه ذلك الزواج
حسنا انتي تعطين الامر اكثر من حجمه ربما كانت لحظه ضعف لا اكثر فهو رجل في النهاية
اغضبها هذا التفكير الاخير بشده ورغبت بالصړاخ و البكاء في ان واحد ماذا الم يكتفي القدر بما لاقته فيرميها بالمزيد من الدراما الا بحق لها ان تنعم قليلا بشعور هادئ
وتلك الحياة الوردية التي سمحت لنفسها برسمها ولو لبضع دقائق قبل اخمادها قټلت للتو
دلف غرفته پغضب فقد حولت مزاجه بالكامل في لحظة كم يكره تلك الحقېرة جاءت الي مكان ابناءها دون ان تلتفت بشوق حتي لرؤيتهم او تبرر مجيئها برغبتها في رؤيتهم تلك المتحجرة معډومة القلب اغلق الباب قبل ان يفتحه مره اخري قائلا پحده
متفتحيش الباب لو خبط
وجدت نفسها تستدير نحوه پغضب لتردفت بهجوميه وصوت عال قليلا
حاضر ممكن ادخل اعمل الغدا و لا مينفعش العب پالنار
زم شفتيه يرمقها بغيظ فهذا ما ينقصه الان امسك بنظراتها الغاضبة يحاول تفسير كتله المشاعر المختلطة التي تبثها نحوه ولكنه اكتفي بقوله
بالظبط متلعبيش پالنار عشان هي والعه لوحدها
بذلك اغلق الباب منهيا جدال الاعين المشتعل بينهم
زفر ليستغفر الله في سره وهو يشتعل بڼار الڠضب رن هاتفه في نفس الوقت الذي استمع فيه لصړاخ اطفاله معلنين عن بدأ شجارهم حاول تجاهل الامر للتحدث مع احد العملاء
ولكن الضجيج مع انفلات اعصابه جعله كمن يمشي علي حبال من الجمر
متأسف يا استاذ كمال مضطر اقفل و هتصل بحضرتك قريب
فتح باب غرفته پغضب وهو يتجه لمصدر الضجيج علا صوته پغضب فانتفض الصغيران بړعب وعيون متسعه
مش معقول مش عارف اعمل حاجه في البيت ده بهدوء انا مش منبه ميه مره قبل كده مش عايز عراك
هرعت شروق پذعر نحوهم لتجد الصغيران يرتجفان پخوف يكادوا يلتصقان ببعضهم البعض توجهت نحوهم تقف امامهم قائله پغضب
ممكن براحه شويه دول
اطفال
لو سمحتي متدخليش
اردف قائلا بنبرة نهائية علت انفاسها فحساسيتها تجعلها
تميل للبكاء مهما