رواية شيقه
ليتنى لم احبك ل شهد الشورى
الآخر لتكرر السؤال ليأتيها صوته الحزين قائلا
جيانااا ينفع تنزلي مش هضايقك كلمتين بس مش اكتر وعد
اجابته بحزن ظهر بوضوع بنبرتها
مش واثقة فيك
اجابتها بحزن مماثل
عندك حق ما تثقيش فيا انا مستهلش الثقة دي مقدرش الومك وحياة أغلى حاجة عندك انزلي اوعدك اخر مرة هتشوفيني
اغلقت الهاتف بوجهه تنظر له و هو يقف على مسافة من منزلها لتتوجه لغرفة جدها الذي يكون مستيقظ بذلك الوقت للصلاة لتقول له بدون مقدمات
سألها بهدوء
وانتي عاوزة ايه
مرت لحظات صمت لتجيبه و هي تغادر الغرفة
انا نازلة يا جدو
زفر بضيق و دخل للشرفة ينظر للأسفل ليراه يقف بعيدا يستند بجسده على السيارة الوقت متأخر و لا يوجد أحد اتصل بأحد رجاله و ذراعه الأيمن سليمان و طلب منه أن يراقبها من بعيد و يطمئنه عليها
خليه يا جيانا
لم تجادل و لا تعرف من الأساس لما قبلت بالنزول ليأخذ هو نفس عميق و ينظر للسماء ثم بعدها نظر لها و قال بابتسامة حزينة
اجابته بسخرية
شكرا
سألها مباشرة
بتحبيه هو بيحبك
ردت عليه بسخرية قائلة
ما اظنش انها حاجة تخصك دي حاجة خاصة
بيا انا و هو
ضغط على يده يحاول كبح غيرته رفع رأسها دون قصد لتقع عيناه على جدها الذي يقف ينظر بالشرفة لهم ليحمحم قائلا
جدك واقف فوق في البلكونة و بيبص علينا
اجابته بهدوء
سألها بتردد
ينفع
نتمشى من غير العربية مش هعمل حاجة اقسملك بس مش هعرف اتكلم معاك كده و في حد مراقبني
ردت عليه مباشرة
متقدرش تعمل حاجة اصلا و مهما تقول عمر ما هيبقى عندي ثقة فيك يا فريد
هز رأسه قائلا بحزن
عندك حق مقدرش ألومك
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليرن هاتفها بتلك اللحظة و كان المتصل جدها لترد عليه ليأنتيها صوته قائلا ببعض الڠضب
ردت عليه بعد تفكير
جدو نص ساعة و طالعة انا باعت سليمان ورايا ده مش كفاية عشان يطمنك متخافش محدش يقدر يأذي حفيدتك
زفر بضيق يغلق الهاتف بوجهها لتمشي للأمام ليلحق هو بها يتمشى بجانبها بصمت قطعه هو قائلا بحزن
اسف على كل حاجة يا جيانا
قبل أن تجيب عليه قاطعها قائلا بۏجع لتنزل دموعه على وجنته بوسط الحديث دون أن يدري
اخذ نفس عميق قبل أن يقول بحزن
انا قبل ما اعرفك كنت عايش في حزن حزن عمر ما حد حس بيه انا عيشت بين اب و ام من و انا عندي حوالي خمس سنين يصحو و يناموا على خناق طفل صغير ميعرفش يعني ايه حنان اب بيرجع كل يوم سکړان و راجع من حضڼ واحدة تانية و ام علطول مع صحابها و الكام دقيقة اللي بتقعدهم معايا في يومها تفضل تشكي من خېانة ابويا ليها و حبه لخدامة علطول كانوا بيتخانقوا بسببها فضلت ع الحال ده سنين
التفتت تنظر له لتتفاجأ به يبكي مسح دموعه بعد أن جلس على المقعد الموجود بالشارع قائلا بحزن طفل صغير حرم من أبسط الأشياء التي من المفترض أن يحظى به أي طفل
سنين محدش فيهم حاسس بيا و بطفل صغير كل اللي كان عاوزة شوية حنان السنين دي علمتني حاجة اني ابقى بارد محدش يستاهل ازعل عليه و لا أفكر فيه اذا كان ابويا و امي اللي المفروض يخافوا عليا و يحبوني معملش كده أقرب اتنين ليا معملوش كده هيجي الغريب و يعملها بيوم و ليلة صحيت على خبر جواز ابويا من الخدامة لا و كمان حامل منه و اللي هي الخدامة حبيبته الأولى قبل ما يتجوز امي كان سابها كنت ساعتها عندي ١٧ سنة غيرت ايوه غيرت لما لقيت ابويا متمسك بالطفل ده و بامه حسيت بغيرة انا ابنه الكبير محبنيش كده ليه و مفكرش فيا ليه من كتر ضغط جدي و جدتي و امي وافق على كلامهم و طلقها و جابلها شقة هي و بنتها بعد ما انا خيرته بين الست دي و بنتها و بيني بس اختارني او بالاصح اختار اللي يريحه والدي طول عمره مش بيحب ۏجع الدماغ ممكن يتخلى عن أي حاجة بيحبها عشان يريح دماغه و سنين عدت و انا فضلت مهمش في حياتهم حاجة مرمية ملاهاش لازمة مش بيفتكروها غير ساعة الخناق بس غير كده لأ و سنين عدت و انا بكبر و عقدي من الجواز بتكبر معايا اني افشل زي ما هما فشلوا اني اجيب ام لأولادي تهملهم و اب اناني مش بيفكر غير في راحته و اخليهم يعيشوا اللي انا عيشته كل اللي القوانين اللي حطيتها في حياتي اتلغت اول ما شوفتك في
الأول كنت واخده هزار تسلية بس اقسملك اني حبيتك من كل قلبي و دي عمري ما كذبت فيها لغيت كل حاجة و لقيت نفسي كل ما احاول ابعد عنك و اقول ده مجرد رهان الاقي نفسي بغرق في حبك اكتر و اكتر و مقدرتش ابعد كل لحظة حلوة عيشتها معاكي و كل كلمة بحبك طلعت مني كنت صادق فيها و عمري ما كدبت انا مش بقول كده عشان ابرر خيانتي لا انا خاېن و مليش عذر انا ضعفت و ڠصب عني انا مكنتش قوي كفاية اني ابعد عن القرف ده
اخذ نفس عميق لينظر لها و هي تجلس بجانبه تنظر أمامها تستمع له و قلبها يدمي من كثرة الألم ليتابع هو بحزن يمسح دموعه التي تنهمر على وجنته
انا اللي كنت غبي لما فكرت اني هعمل كل الغلط و ده و في الاخر ربنا هيكافأني بيكي انا ژاني ارتكبت اكبر ذنب كنت مستني ايه مكافأة لا كان لازم خسارة عشان تفوقني من اللي انا فيه و ياريتني فوقت لا فضلت دايس و مكمل و المصېبة ان كل ما بكمل في الطريق ده بخسر اكتر حاجة بحبها و عايش عشانها و هي انتي يا جيانا لما خطبت رونزي كان هدفي اني انساكي سبع سنين عمر ما فيه يوم غيبتي عن بالي لحظة و كنت برفض اعرف اخبار عنك لاني كنت عاوز انساكي لان كنت متأكد ان بعد اللي حصل عمر ما فيه حاجة هتشفعلي عندك عشان تسامحيني و يوم ما رجعت لقيتك قدامي عرفت ساعتها اني مهما عملت عمري ما هقدر انساكي و لا هينفع اكون لحد غيرك
نظر لها لتتلاقى العيون بنظرة طويلة قبل أن يقول هو بنبرة ظهر بها الحزن و الحب الصادق
انا يا جيانا بحبك و دي حاجة عمري ما هنكرها انتي كنت و مازلتي اجمل حاجة حصلتلي في حياتي انا مش وحش يا جيانا صدقيني انا يمكن لو كنت عيشت بين اب و ام ع الاقل بينهم تفاهم و احترام كنت بقيت احسن من كده انا عمري ما كنت حابب المستنقع ده أبدا بالعكس كنت ببقى قرفان من نفسي ببعد كل علاقة كانت بعملها بس لما الواحد بيتعود على حاجة بيبقى صعب يبطلها و ده اللي حصل معايا ضعفت ڠصب عني انا طول ما كنت معاكي كنت بحارب نفسي و بمۏت من خۏفي اني أضعف و اخسرك و حصل و ضعفت و كانت النتيجة خسړت و الخسارة كانت كبيرة اوووي و هي انتي يا جيانا
لم يخرج من شفتيها سوا تلك الكلمات
انت بتقولي كده ليه دلوقتي
لف وجهها ناحيته ينظر لعيناها قائلا
انا مش بقولك كده عشان آثر عليكي و لا عشان اغير رأيك ناحيتي لأ بس مكنش هينفع امشي من غير ما اتكلم معاكي و اقولك كده و ارتاح انا يا جيانا عارف اني مهما عملت عمر ما هينفع اكون ليكي لاني قليل اوي جنبك لو جوازك من الشخص ده هيسعدك و هتكوني مبسوطة اعمليها لو مۏتي هيشفي غليلك مني اقسملك و حياة جيانا عندي لاعملها و اموت نفسي اللي يريحك مهما كان هعمله و من غير تردد بس انتي تكوني مبسوطة و مرتاحة
سألته بصعوبة و هي تمنع نفسها بصعوبة من عدم البكاء أمامه
هتروح فين
اجابها بابتسامة حزينة و هو يمسح دموعه
لازم أصلح كل حاجة هروح مكان ابدأ فيه
من جديد بس المرة دي البداية تكون صح
لم تستطيع أن تصمت لتقول له
كل اللي حصلك مش مبرر في ناس بيبقوا زيك و أسوأ من كده بس بيكونوا احسن
اومأ لها قائلا بحزن
انا مش ببرر غلطي بالعكس انا غلطان و زي ما انتي قولتي في ناس زي و بقوا احسن بس مش كلهم بنفس القوة اللي تخليهم يبقوا افضل انتي مهما تحطي نفسك مكان الشخص ده مش هتحسي بشعوره انك تبقى عايشة بين اب و ام موجودين كانك يتيمة الاب و آلام زي اساس البيت لو الأساس مكنش سليم و قوي البيت اللي بيبنوه تفتكري هيطلع ايه
اشاحت بوجهها بعيدا ليسود الصمت مرة أخرى ليقطعه هو يلف وجهها له ينظر لعيناها قائلا
تسمحيلي
نظر له بعدك فهم ليجذبها لاحضانه بعناق قوي هامسا في اذنها عندما حاولت أن تبعده
انا مش عاوز حاجة غير الحضن ده و بس يا جيانا يمكن يكون الأخير
استاكنت بين يديه لكنها لم تبادله بعد وقت ابتعد عنها ينظر لوجهها ليشبع نفسه منه قائلا بحب
مش معنى اني مشيت اني بخلي مسئوليتي مثلا عارف انك مش محتجاني و عندك اب و
جد و عيلة پتخاف عليكي بس انا دايما موجود و لما تعوزيني هتلاقيني معاكي علطول من غري ما تطلبي
لأول مرة تكون صامتة امامه و لا تعرف بماذا تجيب تشفق عليه و تكره تشعر بالعديد من المشاعر بوقت واحد مسك يدها يجعلها تقف ثم أشار لها للأمام لكي يذهبوا