رواية كامله
مقيد بأكلذيبها ل هدير نور
قبض علي صدره ېهدد بسحق قلبه عندما وقعت عينيه علي تلك المستلقية على الفراشة غارقة بالنوم و هي تحتضن جسدها كالطفل الصغير بينما الدموع ټغرق وجهها المحتقن كالډماء والذي يظهر عليه الالم بوضوح..
اقترب منها ببطئ جالسا علي عقبيه على الارض بجانب الفراش ممررا يده برقة فوق وجهها يزيل الدموع العالقة بوجنتيها مبتلعا بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقه هامسا بصوت منخفض و هو يربت برفق علي كتفها محاولا ايقاظها
و بعد عدة محاولات لايقاظها
فتحت اخيرا عينيها التي كانت لاتزال محتقنة تتطلع اليه بنظرات مشوشة غائمة.
غمغم بينما يضع يديه اسفل ذراعيها مساعدا اياها بالجلوس على الفراش واضعا بيدها احدي عبوات الحليب الرائب
اشربي ده هيريحك....
اطاعته علي الفور مما جعله يشعر بالصدمة فقد كان يتوقع منها ان تجادله كعادتها لكنها جلست بهدوء ترتشف الحليب الرائب وهي تتطلع امامها بنظرات شبة غائمة مما جعل ضيق غريب يستولي عليه فهو بحياته لم يراها بهذا الضعف او الهدوء..
كفاية مش قادرة....
مرر يده برفق علي وجنتها مبعدا شعرها المتناثر علي عينيها الي وراء اذنها بحنان وهو يهمس لها كما لو كان يحدث طفلة صغيرة
معلش دي اخر واحدة.. اشربيها و خلاص...
ساعدها علي تناول الدواء الذي جلبه لها ثم جعلها تستلقي علي الفراش مرة اخري همس بالقرب من اذنها و القلق لا يزال يسيطر عليه
احسن..!
اومأت رأسها بصمت ثم اغلقت عينيها لټغرق علي الفور بنوم عميق..
و ما ان انتهي استلقي علي الفراش بجانبها متنفسا رائحتها بعمق قبل ان يغلق عينيه و يغرق بالنوم...
في الصباح....
استيقظت صدفة و شعور غريب من الراحة يسيطر عليها فلم تعد بطنها تؤلمها ولم تعد هناك نيران بها ..
نعم هى اخطأت عندما وضعت تلك الشطة بالطعام..
ملعقة واحدة منه سوف يتركونه اي انها لم تقصد ان ټأذي احد علي عكسه تماما فهو بالتأكيد يكرهها كثيرا حتي يفعل بها هذا...
اتت صور مشوشة برأسها له وهو يساعدها بتناول شئ ما لكنها هزت رأسها مقنعة نفسها بانها تتخيل هذا فبعد خروجها من الحمام بليلة أمس ارتمت فوق الفراش تنتحب من شدة الالم و شاهدته و هو يغادر الغرفة بكل برود كما لو كان ألمها شئ لا يعنيه لتظل بعدها تبكى حتى سقطت بالنوم و الألم بمعدتها يمزقها....
لن تنسى له فعلته تلك ابدا طوال حياتعها...
في وقت لاحق....
انتفض راجح مستيقظا فور ان شعر بالفراش فارغا بجانبه..
اخذت عينيه تدور بالغرفة بحثا عن صدفة نهض بتعثر متجها نحو الحمام متوقعا ان يجدها هناك مريضة لكنه وجده فارغا..
مما جعله خرج من الغرفة الي البهو ليجد ضوء غرفة الاستقبال مفتوحا و فور ان دلف الي الغرفة وقعت عينيه علي تلك الجالسة بهدوء علي الاريكة تنظر الى الفراغ الذى امامها بشرود..
اتجه نحوها مغمغما بصوت اجش من اثر النوم جاعلا اياه هادئا قدر استطاعته عكس القلق الذي يشتعل بداخله
قعدة كده ليه... انتي كويسة !
اجابته صدفة بهدوء بينما تنهض علي قدميها
الحمد لله...
لتكمل و هي تتجاوزه في طريقها للخارج
هروح احضرلك الفطار عقبال ما تاخد دش و تغير هدومك....
امسك بذراعها مديرا اياها نحوه مغمغما بهدوء
لا متحضريش حاجة مش مهم هبقي افطر في الوكاله...
حررت يدها برفق منه قائلة و هي تتجه نحو الخارج
الفطار جاهز يدوب هحطه علي السفرة...
ثم خرجت من الغرفة بكل هدوء
وقف راجح مكانه يتطلع الي اثرها باعين شاردة مندهشا من انها لم تصرخ بوجهه علي ما تسبب به لها حتي انها لم تلومه فقد اكتفت ان تتعامل معه ببرود..
زفر بضيق فاركا وجهه بعصبية قبل ان يتحرك و يدلف الي غرفة النوم حتي يتجهز للذهاب الي عمله....
بعد مرور اقل من 5 دقائق....
دلفت صدفة الي غرفة النوم وقفت تتطلع بقلق نحو باب الحمام حتي تطمئن ان راجح لايزال يستحم و ما ان سمعت صوت المياة الجارية بالداخل اتجهت مسرعة نحو خازنة ملابسها مخرجة حقيبة صغيرة سوداء كانت تخبئها اسفل ملابسها فتحتها و اخرجت منها عبوة صغيرة تحتوي علي ما يسمي بودرة العفريت و هي مسحوق ابيض اذا لمس جلد الانسان يسبب له الحكة الشديدة فقد قامت بشراءها من العطار قبل زواجها من ضمن اشياء كثيرة قامت بشراءها كنوع من السلاح لكى تحمي نفسها كما كانت تعتقد وقتها من راجح..
حيث كانت قبل زواجها لا تعلم ما ينتظرها او ما هي مقبله عليه...
اتجهت نحو ملابس راجح التي اخرجها بوقت سابق لكي يرتديه و يذهب للعمل بها و التي كانت موضوعة بعناية فوق احدي المقاعد امسكت بقميصه الذي سيرتديه و اغرقته بتلك البودرة و ابتسامة واسعة تعلو وجهها...
لكن اختفت ابتسامتها تلك مطلقة شهقة منخفضة عندما توقف فجأة صوت المياه بالحمام لتعلم بان راجح سيكون هنا بأى لحظة لذا اسرعت بفتح درج الطاولة التي بجانب الفراش و خبئت عبوة البودرة بداخلها قبل ان تركض خارجة من الغرفة
عائدة الي المطبخ مره اخري متصنعة بانشغالها باعداد الإفطار له بكل برائة كما
لو كانت لم تكن السبب في حدوث المصېبة التى ستحدث بعد قليل....
نهاية الفصل
انتهي راجح من ارتداء ملابسه ثم اتجه الي الطاولة التي بجانب الفراش يفتح درجها حتي يأخذ محفظته و الاموال التي يحتفظ بها داخل الدرج لكن لفت انتباهه تلك العبوة الصغيرة الملقية بزواية الدرج لكنه لم يهتم بها كثيرا معتقدا انها شئ من اشياء صدفة التى تملئ بها كل مكان بالشقة..
تناول المال الذى كان يجمعه من اجل سداد الجمعية التي دخل بها مؤخرا حتي يستطيع الزواج بامواله الخاصة دون ان يضطر الي اخذ المال من والده...
اخء يعده لكنه وجده ناقصا خمسمائة جنية.. شك انه قد قام بعدهم بشكل خاطئ.. لذا قام بعدهم اكثر من مرة ليجدهم بكل مرة بالفعل ناقصين تلك الخمسمائة جنية قطب حاجبيه محاولا التذكر اذا اخذ منهم شئ لكنه هز رأسه فهو قد وضعهم منذ يومين بيده حيث كان مرتاحا انه اكمل قسط الجمعية فأين قد ذهبت تلك ال٥٠٠جنية...
وردت بعقله ذكرى الألف الجنية التي سرقتها منه صدفة من قبل بذاك اليوم الذي اتهمته به انه قام بالتحرش بها امام والده...
فيمكن ايضا هي من قامت بسړقة تلك ال ٥٠٠ جنية...
لكنه هز رأسه بقوة رافضا تلك الفكرة فيمكن انه قام بصرفها دون ان يلاحظ.. لذا سيقوم بوضع تلك ال٥٠٠ جنيه من مرتبه و يكمل المبلغ بعد يومين عندما يقبض مرتبه الشهرى لذا سوف يقوم بالاتصال بصاحب الجمعية و يطلب منه ان ينتظر يومين حتي يسدد له المبلغ بالكامل..
لوي فمه بسخرية فور تخيله ما سيحدث اذا علم الناس ان راجح الراوي لا يمتلك بجيبه خمسمائة جنيه سيظنونه مچنونا فالجميع يعتقد بانه يملك اموالا كثيرة لا طائل لها...
فهو من يدير الوكالة و جميع المتاجر التابعة لهم و المسئول عن كل العمل..
لا يعلمون انه لا يملك سوا مرتبه الشهري الذي لا يتعدا الثلاث الاف جنية... الذي يقبضه من الحسابات مثله مثل اي موظف اخر بالوكالة...
كما ان الجميع يتحدث عن ان كل تلك الافرع و المتاجر تعد ملكه فهو من قام بتكبير و توسيع عمل والده و جعله على ما هو عليه الان...
فقد كان بالسابعة عشر عندما بدأ بالعمل بمتجر والده الصغير المتواضع لبيع الاجهزة الكهربائية المستعملة و بعد فترة ما ان اصبح راجح بالغا ترك له والده المتجر يديره بمعرفته و في اقل من سنة حول راجح بزكاءه و مهارته.. المتجر الصغير الي اكبر متجر لبيع افخم الادوات المنزلية الحديثة المحلية الصنع و المستوردة..
ظل يعمل و يجتهد حتي جعل لمتجره سبعة افرع منتشرة بانحاء جمهورية مصر...
و رغم كل هذا لا يملك سوا سيارته و شقته هذه حيث قام بشرائهم بماله الخاص...
لكن الناس لا تعلم كل هذا هما يرون المظاهر فقط...
خرج من افكاره تلك ينظر الي الاموال التي بيده محاولا ان يتذكر اين انفق ذلك المبلغ لكنه زفر بعجز واضعا المال بجيبه قبل ان يلتف و يخرج من الغرفة....
ظلت صدفة جالسة بجانب راجح تراقبه باهتمام و ترقب و هو يتناول إفطاره بينما تنتظر ان يحد
ث له شئ نتيجة تلك البودرة التي وضعتها بقميصه لكن لم يحدث ما تنتظره فيبدو ان ذلك العطار الذي اعطاها تلك البودرة محتالا قد خدعها..
زفرت بحنق عندما رأته يتناول كوب الشاي الخاص به و الاسترخاء ظاهر عليه همست بصوت منخفض يملئه الغيظ تحدث نفسها مصوبة نحوه نظرات قاټلة سامة
اللهي تزور يا بعيد...
وضع راجح الكوب من يده عندما لاحظ نظراتها تلك بينما
تحرك شفتيها بكلمات غير مسموعة
بتبرطمى بتقولى ايه...
عقدت ذراعيها فوق صدرها بعصبيه و عى تتأفف بحنق
مبرطمش...
وقف بهدوء يعدل من ملابسه استعداد لذهابه مغمغما بنبرة صارمة
طيب افردي بوزك ده... احسنلك...
اهووو....
مر من جانبها واضعا يده فوق شعرها يفركه بحركات مغيظة مشعثا اياه...دفعت يده بعيدا و هي تهمهم بكلمات حانقة مما جعله يبتسم و هو يتجه للباب مغادرا....
بعد مرور ربع ساعة....
ركضت صدفة تفتح باب الشقة الذي كان يطرق احدهم عليه طرقات متتالية عڼيفة و هي تهتف بصوت مرتفع
طيب... طيب ياللي علي الباب جاتك خبطة في ايدك ايه الدنيا اتهدت.......
لكنها ابتلعت باقي جملتها شاهقة بقوة متراجعة للخلف فور ان فتحت الباب و رأت راجح يندفع للداخل هاتفا پغضب بينما يديه تحك انحاء جسده بحركات شبه هستيرية
ايه ساعة علشان تفتحي....
وقفت صامتة لم تستطع اجابته حيث كانت متجمدة بمكانها تشاهده باعين متسعة بالصدمة بينما يحك انحاء جسده ملتفا حول نفسه محاولا الوصول الي ظهره ليطلق لعڼة حادة عندما فشل...
تنحنحت مغمغمة بصوت جعلته طبيعي قدر الإمكان متصنعة عدم فهم ما يحدث له بينما تحاول السيطرة علي موجة الضحك المتصاعدة بداخلها
في ايه مالك...!
اجابها بصوت مخټنق نافذ الصبر بينما لا