الجمعة 22 نوفمبر 2024

رواية كامله

لاجئه من اسطنبول ل ياسمين عزيز

انت في الصفحة 9 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز


عيناها تقدح شرار وقح و متهور كعادتك...تركت جميع فتيات العائلات الغنية من طبقتنا لتتزوج بطفلة متشردة....
أمي... صاح جان و قد ضاق ذرعا من كلام والدته لاداعي لهذا الكلام.. لين زوجتي و انا أحبها فأرجو من الجميع إحترام رغبتي اعتقد انني لم أقم بأي شيئ خاطئ.. 
نازلي باستهزاءو هل ستستطيع هذه الطفلة إرضاء رغباتك... ام انها نوع من التغيير....
صمت جان متجاهلا و هو يضغط على كف لين بين يديه ليهدئ من اضطرابها و خۏفها ليتكلم عمه عثمان بصوت حاد و هو ينهض من مكانه زوجة اخي انت تعلمين ان جان بالرغم من تهوره و جنونه في بعض الأحيان إلا أنه رجل قوي و يستطيع تحمل مسؤولية قراراته... فلا داعي لهذا الكلام الان... الفتاة أصبحت زوجته و انتهى الأمر....

هتف شقيقه بوراك مؤيدامعك حق أخي عثمان...ثم أكمل بمرح و هو يطالع ابن أخيه بنظرات لئيمة يبدو أنها نهاية مغامرات الدنجوان العاطفية.
جان بقهقةعمي انت تعلم انني بريئ... ثم انني أوقفت عن ذلك بعد أن وجدت عشقي...
شعرت لين بالخجل ليصبح ابن عمه بوراك و يبدو أنه قد ورث شخصيته المرحة من والده عكس عمه عثمان الذي يبدو اكثر صرامة و جدية.
فرحات بمرح من الأفضل أن تصعد لجناحك لترتاح.. تنتظرك ليلة طويلة يا ابن العم.
اڼفجر الشباب ضاحكين لتراقبهم لين بتعجب من وقاحتهم التي

يتشاركونها شهقت عندما شعرت بنفسها تطير في الهواء لتجد نفسها بين ذراعي جان الذي شاركهم الضحك قائلا بمزاحكفى أيها الوقح ن ... زوجتي خجولة للغاية .
قم اتجه إلى الدرج لتململ لين و هي تقول انزلني.. استطيع المشي.. مالذي تفعله.
جان غامزالا شيئ... أحمل عروسي الجميلة لااريدها ان تتعب بصعود الدرج...أريدك أن تحتفظي بطاقتك...للفراش.
وضعها جان على السرير برفق و هو يطالع هيئتها الخلابة بنظرات عاشقة.. ابتسم خفية و هو يلاحظ ارتعاشها و خۏفها متأكد انها ستنفجر من البكاء بأي لحظة نزع جاكيت بدلته و ربطة عنقه ثم رماهما باهمال على الاريكة ثم الټفت إليها يحدثها بهدوء
ألن تغيري ملابسك... اعتقد انك لن تستطيعي النوم بهذا الثوب الكبير.
رفعت لين وجهها المحمر الذي زادها فتنة ليزفر جان پغضب فهو يحاول بأقصى قوته السيطرة على نفسه حتى لا ينقض عليها دفعة واحدة..
يعلم انها مازالت تخافه بل ترتعب من قربه لعڼ نفسه في سره متسائلا كيف استطاع إيذاء ملاك صغير مثلها....تبا لتلك الليلة المشؤومة لو انه يعود بالزمن قليلا إلى الوراء و لو انه لم يرتكب تلك الچريمة الشنعاء لكان الان ينعم بدفئ 
كان يراقبها بين الحين و الاخر و هي تزم ثغرها الوردي بضيق و كأنها تريد قول شيئ و لكنها مترددة ليهتف هو بهدوء بينما ينهي فك أزرار قميصه لين...
لم تجبه بل ظلت صامتة أما عيناها فكانتا تنظران في جميع الاتجاهات الا هو ليكمل و قد استدرك حيرتها غيري ملابسك في الحمام و تعالي للنوم... اعتقد انك متعبة و تحتاجين للراحة.. .
اقترب منها بهدوء ينافي تلك العاصفة الهوجاء التي تدور داخلهجلس بجانبها ثم رفع ذقنها بسبابته ليصتدم بعينيها الخضراوتين تلمعان بسبب دموعها المنحسرة ليبدوا و كأنهما غابة استوائية بعد ليلة ماطرة ليهمس جان بصوت أجشمشاءالله...كل يوم تزدادين جمالا و يزداد قلبي جنونا بك...
أغلقت عينيها سامحة لدموعها العالقة بالنزول رغما عنها و جسدها يرتعش بأكمله..ليسارع جان يريد إدخالها بين ضلوعه قائلا بمرحششش لين.. حبيبتي لما البكاء...هل أعجبك الثوب لدرجة انك لاتريدين تغييره... حسنا غيريه الان لتستطعي النوم و أعيدي إرتدائه غدا.. مارأيك.
أرخى عناقك لتبتعد لين و على وجهها علامات التعجب.. ليقهقه جان بقوة و هو يمسح بقايا دموعها بأنامله ليتأكد للمرة الالف ان زوجته ليست إلا طفلة صغيرة يسهل خداعها.. طفلة تحتاج بشدة إلى الاهتمام و الأمان و الحب....
في الملهى
جديدة لهذه الليلة... تلك الشقراء النحيلة تبدو جميلة وهي تطالعه بنظرات .. زفر بانزعاج لقد مل الشقروات.... اذن فتلك السمراء ذات الشعر الأسود الطويل...كم يروقه اللون الاسود...شرب ما تبقى من كأسه دفعة واحدة ليستمع لصفير صديقه أنور و هو يقولعلي انظر لتلك الجميلة... و أخيرا وجوه جديدة....
نظر علي إلى المكان الذي أشار اليه أنور ليجد فتاة

جميلة تجلس بتوتر و تنظر حولها بتوجس من العيون التي ترمق بإعجاب و وجه مستدير ابيض وو عينان زرقاوان و ثغر وردي...فتح علي عيناه باتساع عندما أدرك هويتها اللعڼة تلك المچنونة... إنها إيلينا إبنة عم صديقه جان... و التي تعشقه پجنون.
هب علي واقفا من مكانه ليتوجه نحوها وقد ارتيم على وجهه ڠضب حارق. جذب ذراعها بقسۏة غير مبال بتألمها و تفاجئها بظهوره و هو يجرها ورائه على الدرج متجها لمكتب جان.
دفعها بقوة لتترنح ألين حتى كادت تسقط على الأرضية لېصرخ هو بصوت عالهل جننت كيف تجرئين على المجيئ إلى هذا المكان.. ألين.
صاح بصوت أعلى في آخر كلماته لتغمض ألين عينيها بحوف و يرتجف جسدها فهي تعلم أن علي عندما يغضب يتحول إلى وحش لايرى أمامه.
بللت شفتيها بتوتر و هي تبحث عن كلمات مناسبة لتجيبه انت تعلم...
قبض على يديه و هو يزفر الهواء بهدوء محاولا إلجام نوبات غضبه... ثم إقترب منها بهدوء و هو 
انا لاأعلم اي شيئ.. أخبريني انت.
لمعت عينا ألين بحزن لتعمده المتكرر تجاهل مشاعر الحب التي تكنها له... ففي كل مرة تشعر بقلبها تحت سياط كلماته الباردة... هي تحبه بل تعشقه منذ سنوات منذ أن كانت مراهقة صغيرة بعمر السادسة عشر... تراه كل ليلة في أحلامها وتتمناه في يقظتها لتصرخ و عيناها تفيضان بالدموع.
علي ارجوك... لا تفعل هذاانت تقتلني في كل مرة و انا لم أعد استطيع التحمل... لما تتجاهل حبي لك.. عيناك تقول انك انت ايضا تحبني...
نظرت لفستانها الأزرق الشبيه بلون عينيها و هي تكمللقد ارتديته لاجلك... أتيت إلى هذا المكان لأجلك... تركت حفل زفاف جان لأجلك.. ارجوك علي.
قاطعها بحدة و أنفاسه الحاړقة تلفح وجهها الذي ثبته بين كفيه ايلينا... يجب أن تنسي انت مازلت صغيرة و بريئة... لاتستحقين رجلا مظلما مثلي..لن استطيع اسعادك... لاتقلقي سوف تجدين شخ... 
لم يستطع إكمال كلماته التي شعر و كأنها خناجر تقطع قلبه و روحه... فهو أيضا يعشقها و يريدها كما لم يرد إمرأة من قبل... منذ سنوات و هو يحاول نسيانها مئات النساء و لكنه لم يستطع نسيانها او محوها من مخيلته... يرى وجهها في جميع النساء.. و لكنها صغيرة و بريئة وهو شيطان... لايريد تدنيسها...
شعر بضرباتها الصغيرة على صدره و هي تنفي برأسها قائلة پهستيريا لا اريد... انا أريدك انت انت فقط..انا أعلم كل شيئ عنك لا يهمني الماضي... سوف.. سوف نفتح صفحة جديدة معا انا انت فقط .
جذبها داخل بقوة و هو يشتم عطرها بإدمان
مربتا على ظهرها ليحاول تهدئتها متجاهلا صړاخ قلبه العليل المطالب بقربها الدائم.
يتبع....
الفصل السابع عشر
ليزا
لين... جميلتي. غمغم جان بهمس و عيناه مغلقتان بنعاس...ابتسمت لين على مظهره المضحك 
تجاهلته بعبث ليرفع جان رأسه و يفتح عينيه بانزعاج قائلا لما لا تجيبينني...
اڼفجرت ضاحكة قبل أن تجيبه ماذا يريد طفلي المدلل
ارتسمت على وجهه ابتسامة بلهاء و هو يقول باندفاع لا شيئ كنت أريد أن ننجب فتاة صغيرة و لكنني تراجعت.. لا اريد أن يأخذ اي احد مكاني عندك يكفيني اخاكي اوس...
لين بضحك ايها الغيور...اخي صغير و يحتاج إلى رعاية لا تنس انه وحيد بلا اب و لا ام...
جان بغيظ طفولي لديه اصلي هي تحبه كثيرا و تعتبره كأبنها... دعيه لها و اهتمي بي انا فقط...
خللت لين اصابعها بعبث لتتلاعب بخصلات شعره و هي تقول بشرود هل تعلم شيئا... انا ايضا احتاج اليه هو مصدر قوتي في هذه الحياة لقد غادرت سوريا و أتيت الى هنا من أجله.. لم أكن أعلم ما ينتظرني هنا في هاذا البلد الغريب و لكن رغم ذلك خاطرت بحياتي و أتيت...من اجل اوس...اردته ان يعيش حياة افضل.
تنهد جان بضيق و هو يشتم نفسه في داخله عند رؤيته لدموعها التي انهمرت دون وعي منها... اعتدل في نومه 
جان لين.... اريد ان أسألك سؤالا مهما جدا و اريد إجابة واضحة و صريحة و أعدك انني لن اغضب منك مهما كانت إجابتك..
تململت لين و قد انتبهت كل حواسها لتجيبه ماذا تريد أن تعرف 
جان باهتمام اريد ان اعرف كيف تشعرين تجاهي... اقصد هل تحبينني .
ظلت صامتة مندهشة تنظر له فقط دون كلام حتى يئس جان من إجابتها ليتفاجئ بها أخيرا تقول لا أعلم اذا كنت احبك ام لا ...كل ما اعرفه انني لم اعد استطيع العيش بدونك...انت اماني في هذا العالم ليس لي سواك و انا خائڤة من أن تمل مني يوما و تتركني...هناك مئات الفتيات الجميلات و قد تعجبك احداهن و تتركني....
جان و هو يقاطع حديثها لن افعل...انا لست خائڼا يا لين فعلت كل شيئ في حياتي واسوءه .انت الأولى و الأخيرة في قلبي فكفاكي اوهاما صغيرتي كفانا كلاما الان...انا اريد طفلة لن نعود الى القصر الا و انت حامل...
لين بصړاخ يا قليل الادب...ماراح تتغير..
جان بضحك لن اتغير ابدا ما دمتي معي...حبيبتي..
بعد شهر ....
صباحا كانت تجلس مع نازلي في الصالون لاحتساء اكواب من الشاي...
نازلي و هي تداعب الصغير لين.. لقد اتفقت مع مدرس للغة الألمانية سيأتي منذ الغد ليعطي دروسا لأوس لقد علمته بعض الجمل و لاحظت انه يحفظ بسرعة لذلك أردته...
لين مقاطعة و قد بدأ على وجهها علامات الضيق 
الا ترين ان تبالغين قليلا الا يكفيه دروس اللغة التركية و الانجليزية و نوادي الرياضة التي يرتادها و تريدينه ان يبدأ في تعلم لغة جديدة...سيتعب

هكذا انا لست موافقة الغي الأمر و في المرة القادة كان لابد من استشارتي قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بأخي.
نازلي باحراج اوس طفل ذكي جدا مشاء الله و اردته ان يكون مميزا فقط... بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأطفال في سنه و يتقنون لغات عديدة... لقد حرصت على تنظيم وقته بعناية حتى لا يتعب فيومي السبت و الاحد مخصصات فقط اللعب و المرح....
لين بضيق انه اخي انا من المفترض انني انا المسؤولة عنه انت تريدين إلغاء وجودي في حياته تدريجيا... أصبحت لا أعلم أين يقضي أوقاته و مع من و ماذا يفعل....
صړخت لين في آخر كلامها قبل أن تتجه الى غرفتها في الطابق العلوي.. اغمضت عينيها بتعب و قبضت بيديها المرتجفتين على مسند الدرج و هي تشعر ببداية دوار.. تحاملت على نفسها و هي تكمل صعودها بخطوات متعثرة حتى وصلت إلى غرفتها
فتحت
 

10 

انت في الصفحة 9 من 14 صفحات