رواية كامله
خيوط الغرام ل دينا إبراهيم
ليستكمل هو بعنايه
بالرغم انك اول مره تشوفيني بس انا شوفتك من 6 شهور في فرح واحد صاحبي و من ساعتها وانا مچنون بيكي
بطل تحرجني يا يحيي لو سمحت و كمان انا مش صغيره هتضحك عليا بالكلام ده
قالتها برغم ان وجهها يعكس فرحتها البتول لمثل هذا الاهتمام فمثلها مثل باقي الفتيات بأن تعيش قصه حب و هيام ولكنها رفضت ان ترخص قلبها وتتركه طليقا لكل من هب و دب تعطيه نطفه منه فلا يتبقى لها و لنصيبها سوي خيبه الالم ولملمه الحطام
مضي الوقت سريعا وذهب يحيي و ظافر وتوجهت شروق للنوم بعد تأديتها صلاة استخارة
لا تدري لما جاءت صورة ظافر في مخيلتها لكنها ابعدتها بعيدا بتوبيخ
فكره سخيفة ولكنها تبقي معلقه برأسها منذ الصغر وهي تري صديقاتها يقعن في حبالهم لټموت براءتهم شنقا علي ايدي رجال اتخذوا من الوسامة سبيل لانهاك قلوب الفتيات والتنقل بينهم يقطفون مشاعرهم بلا اي اهتمام او تأنيب ضمير
لم تتعرف عليه كثيرا ولكن المرات
القليلة التي رأته فيها او حادثته اثبتت لها انه احن و أطيب مخلوق قد تراه يوما مما هيئها نفسيا
للخوض في مرحله جديده في حياتها و بدأ حياه زوجية سعيدة معه
لم تري ظافر سوي مرتين بعدها وقد لاحظت انه يتجاهلها تماما واذا حدث وتحدثا يرفض ان تلتقي عيونه بعيونها
فهناك حياة اكثر تشويقا و سعادة في انتظارها ولكن للأسف كان للقدر رأي اخر في سير تلك الحياه الجديدة
انتهي الفلاش باك
خرجت من افكارها علي صوت بكاء فريدة فانتفضت بخضه وهي تضع يد علي بطنها بتلقائيه و تهرع الي الخارج
قالتها شروق لفريدة الباكيه لتشير بإصبعها الصغير نحو يوسف التي احمرت اذنيه بتوتر لتردف باتهام
يويو زقني
نظرت له شروق بتأنيب واضح قائله
ليه يا يوسف كده في حد يضرب اخته الصغيرة
ليردف بمدافعه و ضيق طفولي
انا كنت بتفرج علي بين تين و هي بتقف قدام التي في عشان متفرجش
مس كان عايز يلعب معايا
تروحي تضايقي لا مينفعش اللي حصل ده يالا اتأسفوا لبعض حالا
مطت الصغيرة شفتيها وهي تخفض رأسها قائله
سوري يا يويو
سوري يافيري انا هلعب معاكي متزعليش
اتسعت ابتسامتها وركضت الي لعبتها الصغير تحملها بحماسه قائله
يلا نودي دوبي الدكتور عسان سخن
ضحكت شروق وهي تري يوسف يعدل الهاتف المتدلي من رقبته ولا يفارقه بناء علي اوامر والده و اتجه بكل ثقه نحو فيري يجذبها الي غرفتيهما لبدأ اللعب
الفصل الثالث
وصل الي اذانهم صوت جرس الباب فقالت شروق مانعه تقدم يوسف
خليك انت يا
يويو العبوا جوا دي طنط سلمي
وبذلك توجت الي الباب تفتحه بابتسامه بادلتها اياها سلمي الممسكة بعلبه من الشوكولا في يدها
صباح الخير
صباح الخير اتأخرتي يا سلمي هانم
انا اتأخرت ولا الهانم سهيت و متصلتش تأكد ظافر نزل ولا لا علي العموم انا قلت اكيد نزل ده شغله من 9 و الساعه 11 دلوقتي
قالت سلمي بحاجبين مرفوعين و هي تدلف و تغلق الباب خلفها
رفعت النوتيلا بين راحتيها قائله
معلاقتين و ورايا علي اوضتك
بذلك توجهت الي غرفه شروق و كأنها تملك المكان هزت شروق رأسها بضحك واسرعت لإحضار معالق لالتهام جنة الحياه بالنسبة لها
بعد مرور 20 دقيقه
نظرت سلمي بذهول للعلبة الفارغة فوق معده شروق المنتفخة وقالت
هو ظافر مجوعك ولا ايه
تجاهلتها شروق وهي تلتهم اخر بقايا المعلقة لتردف
مجوعني شكولاتة عشان الدكتور قال ممنوع
يانهارك اسود وجالك قلب تكليها
متخديش في بالك ده دكتور نص كم قال ايه الشكولاته بتهيبر الجنين بقي هرمون السعاده هيبره انتي بتبصيلي ليه كده
نظرت لها سلمي شزرا لتردف
اخر مره اجبلك يا مستفزة خافي علي نفسك و اللي في بطنك انتي معندكيش ډم انتي عارفه في كام حد غيرك نفسه يجيب عيل و ربنا مش كاتب
قالتها سلمي بحرقه و ڼار تكوي داخلها بشكل شخصي هي من اكد لها الاطباء عدم امكانيه انجابها بالرغم من مرور 4 سنوات علي زواجها
شعرت بندم لوهله و لكن شروق تستحق حتي تهتم بجنينها اكثر ولكنها لم تتوقع دموع شروق التي انهالت بغزاره فاتسعت عيناها پصدمه وهي تعتدل بجوارها ټحتضنها بشكل جانبي قائلة
انتي بټعيطي ليه يا بنتي انا مقصدش انا بس خاېفه عليكي
هزت شروق رأسها بالموافقة وهي تحاول ايقاف دموعها وبكن هرمونات الحمل تغلبت علي عقلها لتردف بعد مده
انا عارفه انك متقصديش وانك الوحيدة اللي خاېفة عليا بجد
الوحيدة بالنسبه لظافر اللي بيلف حوالين نفسه عشان الهانم وھيموت من القلق عليكي
ضحكت شروق پانكسار قائله
انتي بتضحكي عليا و لا علي نفسك ما احنا عارفين انه خاېف علي اللي في بطني مش انا
هزت سلمي رأسها بتعجب لتردف بتأكيد
فعلا اللي ميشفش من الغربال يبقي اعمي
تقصدي ايه
اقصد انك جبله ممكن تفهميني انتي
بتقدمي ايه للراجل ده بلاش السؤال ده ممكن تقوليلي واحد معيش عياله علي كف عفريت عشان سلامه الهانم هيعمل
كده عشان اللي في بطنك بس و بلاش ده كمان لما يقف الساعه 5 الفجر مستني الفرن اللي قدام البيت يفتح عشان الهانم بتتوحم علي كرواسون ده يبقي اسمه ايه
نظرت لها شروق وعقلها يعجز عن الإجابة لتردف قائله
اسمه ايه
اسمه انك واكله المستعبطه فوقي لنفسك بقي اللي حصل مكنش نهاية الدنيا خلاص ده مكتوب ربنا وقدره بس طول ما ربنا مديكي نفس يبقي لازم تعيشي و تعيشي صح
مش سهل يا سلمي انا لحد دلوقتي مش مصدقه اللي حصلي وانا في السن ده وبعدين يرضي مين اعيش و الغلبان ده
ملحقش يتهنا معايا اسبوع
انتي هتكفري ولا ايه وبعدين ده شهيد عند ربنا و عريس في الجنة
صعبان عليا اوي و صعبان عليا ضحكته اللي راحت و حنيته وخاېفه يكون قراري غلط بس هو هيقدر مش كده
قالتها شروق وهي تستسلم لبكائها مره اخري لتربت عليها سلمي لهدوء قائله
وحدي الله و كفايه عياط بقي عشان اللي في بطنك الواد اللمض ده وانا متأكده ان يحيي الله يرحمه هيبقي عايز كده محدش هيخاف عليكي او علي اللي في بطنك اكتر من ظاف انتي خدتي قرارك ولازم تكملي للأخر عشان تعيشي وتعيشي ابنك اللي هقطعه بوس لما يجي
ابتسمت شروق و امسكت بيد سلمي تربت عليها قائله
فالحه بس تنصحيني يا ابله فضيله وناسيه نفسك خلي عندك ايمان في ربنا وان شاء الله هتبقي احسن واحن ام قريب ابتسمت لها سلمي بعيون حزينة وهي تحاول تغير الموضوع حتي لا تكشف امام شروق الكثير والكثير مما يحدث في حياتها فأبعدت يدها بمرح قائله
اتفضلي يا هانم الساعه بقت 3 و محدش عمل غدا للرجالة الشقيانه دي
انتفضت شروق بهلع وهي تمسح دموعها
يالهوي يويو و فيري لازم ياكلوا دلوقتي منك لله يا سلمي يا نكد انتي
نظرت لها سلمي بذهول واردفت
انا نكد يا قطه يا ناكره للجميل انا ماشيه يا واطيه وانتي شوفي عيالك اللي مجوعاهم ويارب ابوهم يجي شرير و جعان ويخربها علي دماغك
ضحك الاثنان و اتجهت شروق معها حتي اطمأنت انها دلفت الي شقتها بالجهة المقابلة واغلقت الباب وهي تتجه الي غرفه الصغيران حيث يلعبان فصاحت بمرح وهي تطل من الباب
مين عايز ياكل بورجر و بطاطس
قفز الصغيران بسعادة
انا انا انا
لتلتفت شروق بمرح وهي تمسك بجنينها بيدها اليسرى و تشير للطفلين للهرع خلفها باليد اليمني قائله
ورايا علي الفيزبا
ضحك الصغيران وامسك يوسف بطرف ثوبها و تبعته فيري تمسك بطرف قميصه من الخلف بحماسه وفرح افتقداه كثيرا
في مكان عمل ظافر
جلس ظافر يفرك عينيه فقد ارهقه العمل علي الحاسب منذ ان جلس علي
مكتبه في الصباح كمدير قسم البرمجيات في الشركة ولكن العمل عمل ومن يطلب العلا عليه الشقاء
ابتسم يبدو ان داء يوسف في الأمثلة المغلوطة انتقل اليه
و بالطبع كأي فكر اخر يراوده يجب ان يتلوه فكر عنها شروق لا يعلم لما و كيف تغلغلت داخله هكذا ربما حب يحيي لها و مديحه الدائم لها طوال شهور متواصلة حتي من قبل ان تعلم هي بوجوده و مراقبته لها
او ربما هدوئها وحبها الظاهر لأطفاله فيجد بها بديل لام افتقدوها
او ربما هو فقط يرفض الاعتراف بانها سلبت شيء من اعماقه من النظرة الأولي
شيء يرفض تحديده او الاشارة اليه ولكنه يشعره بالنقص بدونه والوحدة القاټلة
تماما كحالة پوفاة يحيي اغمض عينيه پألم كم يشتاق الي ذلك العنيد السلس المعشر رحمه الله و يجعله في فسيح جناته
نظر له احد زملاءه قائلا
مالك يا ظافر
نظر له ظافر بانتباه مشتت ليردف قائلا
مفيش حاجه صداع خفيف
هز رأسه و هو يعود الي عمله مره اخري
اما ظافر فقد غرق في ذكريات أليمه مر عليها شهور و
لكن كل دقيقه تعود اليه وكأنها حدثت للتو ليفقد رفيق العمر الالاف المرات في اليوم
فلااااااش باك
جلس كالتمثال وسط شقته لا يصدق ما حدث منذ وصول الخبر المشؤم في الصباح الباكر يحيي من تبقي له من عائلته في هذه الحياه رحل عنه و تركه وحيدا
ليكون ونيسة الوحيد انه شهيد في الارض و حي يرزق في السماء
يتذكر ذلك ليشفي ڼار فقدانه زفر وهو يعاود الاستغفار ينظر حول الرقعة التي يجلس بها
ويتذكر وقوفه في تلك الرقعة بالذات وسط أطفاله وكأنه طفل بينهم قبل ان يبدأ الغناء بمرح بأغاني الجيش والوطن وهو يمشي خطوات عسكريه سريعة وكأنه يقدم عرضا عسكريا حصري لأبناء ظافر فيصيح بمرح
ابطالنا في سيناء طيارانا فوقينا حامين اراضينا
فيصيح اولاده بأصوات مبتسمه غير واعيه لمعاني ساميه ولكنها البداية ليلين
القلب لام غالية
وقالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه
فيلتفت بسعادة و جديه مصطنعة صائحا بصوتا اجش
لشهاده رايحين ماتقولوا امين
فيردد الطفلين بسعادة
اميييييييييييييين
تجمعت دموعه في مقلتيه و ذكرياته تعود به من بين اصوات ضاحكة عابثة انتهت من اداء تحية عسكرية وهمية لثلاثتهم فيبدأ المرح الحقيقي ويحيي يركض خلفهم و كأنها مداهمه لاصطيادهم
تنفس من فمه يحاول تمالك مشاعره و
دموعه المحاربة للسقوط