الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه كامله

أوتار الفؤاد أوس ل منال سالم

انت في الصفحة 23 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


من أزر نفسها ولفظته بعدها دفعة واحدة تقدمت ليان للأمام نازعة خفيها عن قدميها ثم وقفت عند حافة المسبح ووثبت دون إضاعة المزيد من الوقت فيه سبحت بمهارة نحوه وأمسكت به من أسفل ذراعيه لترفع رأسه أعلى المياه نظرت له پخوف وقد ظنت أنه فارق الحياة هزته برفق منادية إياه
حبيبي إنت كويس
وحينما سعل بحشرجة طفيفة عادت روحها إليها مددت جسده أعلى صفحة المياه وواصلت السباحة به للطرف الآخر من المسبح رفعته بحذر شديد للأعلى ثم خرجت منه لتجد والدته تركض مسرعة من على بعد وعلامات الفزع مرسومة على قسماتها تساءلت بأنفاس لاهثة

مودي ابني ماله
نظرت لها ليان شزرا وقطرات الماء تنساب من عليها لترد بتهكم حاد
كان بس هايغرق
كتمت الأم شهقتها بعد أن رددت
ابني!
ثم چثت على ركبتيها ترفعه إلى صدرها وهي تضمه معتذرة له
سوري يا حبيبي دي غلطتي أنا انشغلت عنك حقك عليا مش هايحصل ده تاني
سعل الطفل قائلا
مامي!
أبعدته قليلا عن صدرها لتنظر إلى وجهه بندم مسحت براحتيها وجهه لتشعره بالأمان وانهالت عليه بالقبلات الأمومية مكررة اعتذارها له حملته بين ذراعيها ونهضت واقفة على قدميها التفتت إلى ليان تشكرها
أنا مش عارفة أقولك إيه إنتي أنقذتي ابني كان ممكن يروح مني وأنا مش حاسة بده
ردت الأخيرة محذرة إياها
يا ريت المرة الجاية تاخدي بالك
أكدت لها دون تفكير
طبعا مش هاسيبه يغيب عني ثانية وميرسي على اللي عملتيه مع مودي
ثم هزت صغيرها تأمره
قول يا مودي ميرسي لأنطي
فرك الطفل عينيه هاتفا بارتجافة محسوسة
ثانكس أنطي
بادلته ليان ابتسامة رقيقة وداعبت شعره المبتل بأناملها قبل أن تتركه بصحبة والدته اتجهت عائدة إلى مقعدها وهي تنفض ذراعيها في الهواء لتزيح الماء المنهمر منها صفق عدي بكفيه في إعجاب كبير لتتفاجأ هي من وجوده شاهدا على ما حدث سألته بوجه جاد في تعبيراته
إنت شوفت اللي حصل
رد مبتسما بسرور لم يخفه
أنا ماصدقتش أصلا عينيا إنتي يا ليو مش معقول!
قالت من زاوية فمها بفتور
عادي يعني
ودون أي مقدمات احتضنها بقوة متابعا مدحها
أنا فخور بيكي يا ليوتقول على مضض
خلاص يا بيبي
تراجع عدي عنها ليتأمل ملامحها اللامعة بعينين تشعان حبا ثم أردف متغزلا بها
واو أنا معايا سوبر هيرو زي القمر
لكزته في كتفه قائلة بعبوس
بلاش أفورة وحاسب عشان أشوف فوطة أنشف بيها نفسي
رد بغموض ونظراته تنم عن عبثية صريحة
مش هنحتاجها دلوقت!
رفعت حاجبها للأعلى متسائلة وقد وضعت يدها أعلى منتصف خصرها
ليه
رد مبتسما ابتسامة عريضة عكست حماسه الكبير
عشان هننزل البسين سوا
وقبل أن تعترض وجدت نفسها محمولة على كتفه صړخت عاليا ليكف عن مزاحه السخيف وهي تركل بساقيها في الهواء لكنه كان جادا فيما يقول وقفز بها إلى المسبح ليستمتع معها بالمياه المنعشة ضړبته في كتفيه وهي توبخه بعد أن أفاقت من الصدمة
إيه اللي عملته ده
لم يكترث بضيقها أو حتى عدم رضائها عن جنونه وطيشه اقترب سابحا منها ليقول لها بتنهيدة العاشقين
بأموت فيكي يا ليو إيه رأيك في المياه منعشة صح
اغتاظت من ابتسامته الباردة فضړبت بيديها المياه پعنف قاصدة إغراق وجهه حذرها مازحا
بلاش كده يا ليو أنا مش بأسيب حقي
لم تعبأ بتحذيره وواصلت قذفه بالمياه بأقصى ما تستطيع كتم عدي أنفاسه ثم غطس للأسفل ليدنو منها شعرت ليان بيديه تمسكان بها من خصرها صړخت ضاحكة من دغدغته لها ثم رفعها أعلاه ليلقيها بغتة على جانبها فتغمر المياه كامل جسدها امتزج صوتها الغاضب مع صوت ضحكاته رمقته بنظرة جادة وتحدته قائلة
ماشي إنت اللي بدأت
اتجهت إليه تنوي إغراقه وهو يحاول الفرار منها مدعيا الجبن والخۏف وما هي إلا لحظات وتحول الأمر بينهما لمعركة قتالية بالمياه تناسيا فيها من حولهما واستمتعا كالأطفال باللهو والضحك.
.....................................................
يا نصيبتي!
انفرجت شفتاها عن شهقة صاړخة بعد أن ولولت لاطمة على صدرها لتندفع ركضا في اتجاه غرفة ابنتها كي تلحقها قبل فوات الأوان شخصت أبصارها حينما رأت هالة تحاول إلقاء نفسها من أعلى الشرفة وأختها الصغرى تجاهد للإمساك بها بصعوبة وسط صرخات الجيران الفزعة ممن يتابعون المشهد كادت الاثنتان تنزلقا معا بسبب فارق الحجم والوزن في أقل من لحظة كانت يدها قد امتدت لتلتقط معصم ابنتها لتثبتها صړخت بها هالة پجنون
سيبيني أموت مش عاوزة اعيش تاني
وتلوت أكثر بجسدها متعمدة الإفلات من قبضتها هتفت والدتها مستغيثة
يا ناس حد يلحقني
بدأت مقاومتها العكسية تضعف وساعد التعرق الزائد على انزلاقها أكثر وقبل أن يحدث ما تخشاه امتدت قبضة أخرى أكثر قوة للإمساك برسغها التفتت ناظرة إلى جانبها فوجدته يامن صاح بها الأخير بخشونة
ماتبصيش كتير ارفعي معايا
ردت دون تفكير
حاضر يا بيه
زادت عدائية هالة مع إصرارهما على إفشال محاولة انتحارها تلوت بجسدها وتعالى صړاخها ولكن ظل يامن يبذل قصارى جهده لإنقاذها وقع قلبه في قدميه وهو يتخيل أنه أفلتها حفز نفسه وأوجد بداخله الدافع القوي ليسحبها إليه مد يده الأخرى نحو جسدها ليمسك بأسفل كتفها ليضمن سيطرته عليها تضاعف جهده وأنهكت قواه ورغم هذا استمر في جذبها
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 63 صفحات