روايه كامله
أوتار الفؤاد أوس ل منال سالم
وغير المكترثة لمشاعرها هزت رأسها بلا معنى وهي ترد بغصة عالقة في حلقها
تسلمي هستأذنك عندي مذاكرة
قوست الجارة شفتيها لتظهر ابتسامة باردة معلقة عليها
روحي ياختي شوفي مصلحتك وماتستأذنيش وربنا يعوضك خيرك
انسحب هالة سريعا لتتجنب سماع المزيد من السخافات المزعجة والنظرات المستفزة التي لا تتشمل على العطف والشفقة بل تعكس ببرود التشفي والشماتة بقيت عينا الجارة مركزة عليها بالرغم من اختفائها بالداخل تمتمت بعدها بتنهيدة طويلة مسموعة
وكأن الأخيرة بحاجة لمن يستثيرها بتلك النوعية من الكلمات المستفزة لتفقد أعصابها وتشتكي علنا
أل كنت ناقصة هم على همي مين هيبص في وش البت بعد اللي حصلها
عاتبتها الجارة بغلظة طفيفة
ما إنتي اللي غلطانة بردك من الأول يا أم بطة كان فين عقلك وإنتي بتوافقي على جوازها من منسي ده بلطجي وسمعته في الأرض
هو أنا لحقت أوافق ولا أرفض ده يدوب كان ربط كلام عشان أخلص من رزالته
لوحت بذراعها مكملة حديثها
يا شيخة بركة إن ربنا نجاها من شره وبكرة هيجيلها عدالها عريس محترم ملو هدومه
غامت نظراتها من كلامها الفارغ الذي سيناقض الواقع فمن سيرتضي بابنتها بعد أن تشوهت خرج من جوفها زفيرا ثقيلا مهموما معقبة عليها
استبشري خير وربك عليه جبر الخواطر وبعدين بنتك دماغها حلوة فالحة في دراستها وقريب هاتشوفيها معاها شهادة تتوظف بيها
هانشوف
أرادت الجارة اللعب على وتر ټشوهها قاصدة بذلك كسر شوكتها حيث كانت تتباهى بالجمال الفطري لبناتها اقتربت منها ليبدو صوتها عميقا وهي تردد بخفوت
ما هو الجواز مش كل حاجة وبيني وبينك الرجالة بتحب تشوف الواحدة من دول كاملة من مجاميعه مافيش حاجة كده ولا كده معيوبة فيها
كان بودي أقعد معاكي أكتر من كده بس إنتي عارفة أبو العيال زمانته صحي من نومه وهايعملي أماثل لو ملقانيش رجعت
تسلم رجليكي يا حبيبتي نردهالك في الفرح إن شاءالله
يا رب يا حبيبتي سلامو عليكم
ثم طبعت الجارة عشرات القبلات على وجنتيها كنوع من التوديع الحار الودود لها سارت معها أم بطة حتى أوصلتها لباب المنزل وهي ترد
وعليكم السلام
صفقت الباب فور انصرافها لتغمغم بغيظ وقد اشتعلت حدقتاها على الأخير
احتقنت نظراتها أكثر مواصلة التنفيس عن ڠضبها
منك لله يا هالة إنتي اللي عملتي فينا كده خليتي اللي يسوى واللي مايسواش يشمت فينا!
أغفلت أم بطة عن كون ابنتها قادرة على سماع نواحها وعويلها وحتى دعائها عليها بوضوح لټحطم معنوياتها كليا وتقضي على ما تبقى من روحها المستنزفة أوصدت الباب بحذر شديد لټنهار باكية وقد كتمت بيدها جوفها كي تظل شهقاتها المكلومة حبيسة صدرها.
لم تتصور أن ټخطف الأجواء الطبيعية الخلابة عينيها وتبهرها بهذا الشكل أحست بالانتعاش بكتلة متدفقة من الحيوية والنشاط تتغلغل بداخلها وتتشعب في خلايا جسدها كانت ممتنة للغاية لزوجها الذي منحها تلك الفرصة الثمنية لتبديد أحزانها وللاستمتاع بالسحر الفطري المحاوط بها جلست تقى بأريحية على الأرجوحة ممددة ساقيها وتاركة تلك الاهتزازة الصغيرة تلعب دورا في زيادة حالة الاسترخاء المتمكنة منها أنزلت ساقيها واعتدلت في جلستها حينما أبصرت ليان تقترب من على بعد لوحت لها بذراعها هاتفة باسمها وقد ارتسمت ابتسامة لطيفة على وجهها البشوش
ليوو تعالي
اقتربت منها الأخيرة حتى أصبحت في مواجهتها رمقتها بنظرة غريبة قبل أن تنطق بنبرة بدت أقرب للبكاء
أنا مخڼوقة ومش قادرة أستحمل خالص
انتاب تقى القلق مما ألقي على مسامعها ردت عليها بتلهف متوتر وقد هبت واقفة
حصل إيه بس خلاكي تقولي كده
ثم مدت ذراعها في اتجاهها لتلفه برفق حول كتفيها وجذبتها نحو الأرائك الموضوعة على مقربة من الأرجوحة أجلستها بهدوء عليها ثم جلست بجوارها دون أن تبعد نظراتها عنها مسحت بنعومة حنون على ظهرها وهي تسألها بروية
اهدي كده بس وفهميني في إيه
تحركت عيناها عفويا نحو زجاجة المياة المعدنية الموضوعة في منتصف الطاولة المنخفضة انحنت تقى نحوها لتفتحها ثم أفرغت القليل منها في الكوب الزجاجي ناولته ل ليان قائلة لها
اشربي المياه دي
ارتجفت يدها وهي تتناوله منها لامست شفتاها قدرا بسيطا من محتواه فقط لتبللها أعادته في اتجاه ابنة خالتها التي سارعت بأخذه ووضعه في مكانه عادت لتحدق بها والاهتمام القلق مسيطر عليها ازدردت ريقها لتسألها بتأن حذر علها تفهم ما الذي أصابها
احكيلي على اللي حصل أنا سمعاكي
اضطربت أنفاس ليان وتواترت بشكل غير منتظم كان جسدها يرتجف بالكامل ونظراتها شبه زائغة حانت منها التفاتة مرتبكة نحو وجهها لتجيبها بنبرة مهتزة
أنا السبب في اللي حصل
زوت تقى ما بين حاجبيها